قال الدكتور عبدالله خفاجي، المدير العام الأول الطبي في بوبا للرعاية المتكاملة، -الذراع الصحية لشركة بوبا العربية للتأمين التعاوني-، إن إطلاق “عيادات بوبا’ في مشعر منى بموسم حج 2025، يُجسّد رؤيتنا بأن الرعاية الصحية يجب ألا تظل محصورة في المستشفيات والمرافق التقليدية فقط، بل يجب أن تصل إلى الناس أينما كانوا، وفي اللحظات التي يكونون فيها في أمسّ الحاجة إليها.
وأضاف خفاجي أن هذه المبادرة تكرس التزام بوبا للرعاية المتكاملة (CareConnect)، ومسؤوليتها المجتمعية تجاه ضيوف الرحمن في واحدة من أعظم اللحظات الروحانية التي تتطلب أقصى درجات الاستعداد الصحي والدعم الإنساني، كما تتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تعزيز جودة الحياة وتقديم حلول ميدانية مبتكرة تلبي الاحتياجات الفعلية للحجاج”.
وأوضح أن العيادات نُفذت بالتنسيق الكامل مع وزارة الصحة والجهات التنظيمية، وفق اشتراطات موسم الحج 2025، مكملةً جهود الدولة في تقديم رعاية صحية متميزة، لافتًا إلى أن العيادات عملت بالتنسيق مع مراكز الرعاية العاجلة، ما عزز كفاءتها في تلبية احتياجات الحجاج بسرعة ودقة.
وأكد أن عيادات بوبا في منى كانت متاحة لجميع الحجاج دون استثناء، وقدمت خدمات رعاية صحية أولية متكاملة شملت الفحوصات الحيوية، وتشخيص الحالات الطارئة وتحويلها عند الحاجة إلى المستشفيات المتخصصة، إلى جانب علاج الأمراض الشائعة مثل الصداع، والإرهاق، ونزلات البرد، والتهابات المفاصل. وتولّت الفرق الطبية التعامل مع الحالات المزمنة، ووفّرت العيادات خدمات التثقيف الصحي والدعم النفسي، لا سيما لكبار السن ومرضى السكري وارتفاع ضغط الدم.
وأردف خفاجي: “أن تميز العيادات يكمن في طابعها الميداني، حيث أُطلقت لأول مرة خارج نطاق العملاء، في موقع إستراتيجي قريب من مرافق الرعاية والصيدليات بمنى، وجهزت العيادات بأجهزة متطورة مثل تخطيط القلب وقياس السكر، مع ربط رقمي بنظام بوبا الموحد، ما رفع دقة التشخيص وسرّع تحويل الحالات الطارئة”.
وتحدث خفاجي عن الفريق الطبي الذي تولى تشغيل العيادات قائلاً: “تضمّن الفريق الطبي ستة أطباء وثلاثة ممرضين من تخصصات متنوعة، عملوا على مدار الساعة بنظام الورديات، بعد تدريب مكثف على التعامل مع الطوارئ والظروف المناخية الصعبة”.
وتابع قائلًا: “بحسب التقرير الإحصائي للمبادرة، تعاملت العيادات مع 1,368 حالة خلال مدة التشغيل، تم تحويل 20 حالة منها بسيارات إسعاف إلى مستشفى القوات المسلحة في منى، بالإضافة إلى حالة حرجة واحدة تطلبت تدخلاً عاجلاً أنقذ حياة المريض، ما يعكس الجاهزية العالية والكفاءة التشغيلية للفريق في واحدة من أكثر البيئات تعقيدًا”.
وردًا على سؤال حول التحديات، قال خفاجي: “تمثلت أبرز التحديات في الكثافة البشرية المرتفعة، والحرارة الشديدة، والحالات الطارئة التي قد تظهر دون إنذار، كما شكّل تنوّع الخلفيات الصحية واللغوية للحجاج تحديًا كبيرًا، إذ بلغت نسبة غير السعوديين حوالي 93% من إجمالي المستفيدين، مقابل 7% فقط من السعوديين، ما تطلب مرونة عالية في التشخيص والتواصل”.
وبيّن أن العيادة رقم 3 شهدت ذروة استقبال الحالات يوم 7 يونيو، بأكثر من 300 حالة خلال يوم واحد، وكانت الحالات الأكثر شيوعًا تشمل نزلات البرد (461 حالة)، تلتها التهابات الجلد، والصداع، والإرهاق العام، وهي أعراض مرتبطة بالمناخ والازدحام.
وحول الرعاية الاستباقية، قال خفاجي، إن العيادات ركزت على الوقاية والكشف المبكر، كما اعتمدت على الربط الإلكتروني الكامل مع النظام الرقمي الموحد لبوبا، ما أتاح توثيق البيانات الصحية بدقة، وسرّع إجراءات التشخيص والتحويل، وضمن استمرارية المتابعة لمن يستكمل علاجه بعد انتهاء المناسك.
وعن دعم الحجاج من ذوي الأمراض المزمنة أو الحالات الحادة، ذكر خفاجي أن العيادات جهزت بأحدث المعدات الطبية، شملت أجهزة تخطيط القلب، وقياس ضغط الدم، ومستويات السكر في الدم، إلى جانب توفير أدوية أساسية تضمن استقرار الحالات المزمنة في موقعها أو تسهّل التحكم بها مؤقتًا حتى استكمال العلاج، إضافة إلى تقديم إرشادات وقائية مخصصة، ونصائح حول الراحة والحمية، وتقييمًا مستمرًا للحالة الصحية لتفادي أية مضاعفات.
وبشأن المبادرات الرقمية والاجتماعية السابقة للشركة، أشار خفاجي إلى أن الشركة أطلقت العيادات الرقمية المتنقلة التي تستهدف المناطق النائية، وتطبيق “بوبا الموحد” الذي يتيح للمستفيدين إدارة رحلتهم الصحية بالكامل عبر منصة ذكية، ومبادرة “بدون موافقات”، كأول برنامج تأمين صحي في المملكة يُلغي شرط الموافقات الطبية المسبقة، ما أدى إلى تسريع وتيرة العلاج وتحسين تجربة المستفيد عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن بوبا للرعاية المتكاملة تعمل حاليًا على تقييم الأثر الطبي والتشغيلي لتجربة العيادات، مع وجود خطط مبدئية لتوسيع المبادرة إلى مواقع إستراتيجية أخرى مثل عرفات ومزدلفة خلال الأعوام القادمة، بهدف أن تصبح العيادات جزءًا دائمًا من الرعاية الصحية الموسمية في الحج، ونموذجًا يُحتذى به في تقديم خدمات صحية ميدانية متكاملة، ذات طابع تقني وإنساني”.
واختتم خفاجي حديثه قائلاً: “نؤمن بأن خدمة ضيوف الرحمن شرف نعتز به، وأن هذه المبادرات تمثل تطبيقًا عمليًا لرؤية رعاية الإنسان أولًا”.
