قرّر المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” برئاسة المملكة العربية السعودية، الذي اختتم أعماله أمس الأربعاء في مدينة جدة باستضافة اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، إدراج بند دائم للأوضاع التربوية والثقافية والعلمية للدول في حالة النزاعات والأزمات والكوارث والطوارئ على جدول أعمال المجلس التنفيذي في اجتماعاته القادمة، داعياً الإدارة العامة للمنظمة إلى التواصل والتنسيق مع الدول ذات الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في حالة النزاعات والأزمات والكوارث والطوارئ.
ودعا المجلس التنفيذي في اجتماعه الذي رأسه ممثل المملكة العربية السعودية هاني المقبل، بمشاركة ممثلي الدول العربية الأعضاء في المجلس منظمة “الألكسو” الإدارة العامة للمنظمة والدول الأعضاء إلى تبنّي إصدار تقارير دورية عربية مشتركة موحدة حول الانتهاكات الإسرائيلية المرتكبة في قطاعات التربية والثقافة و العلوم في مدينة القدس و الممارسات الممنهجة ضد المواقع الدينية والتاريخية التراثية الإسلامية والمسيحية فيها، مجدداً دعوته للإدارة العامة والدول الأعضاء إلى دعم جهود دولة فلسطين لدى منظمة اليونسكو في الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري لدولة فلسطين لا سيما في القدس.
وفي الوقت الذي أكد فيه المجلس التنفيذي رفضه لكل محاولات التهجير القسري بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس، دعا المنظمات والمؤسسات الدولية والحقوقية والمختصة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي، فيما دعا الإدارة العامة للمنظمة إلى الاستمرار في تكييف البرامج والمشاريع المقدمة لدولة فلسطين لتتلاءم مع الاحتياجات الطارئة والأولويات الوطنية للقطاعات التربوية والثقافية والعلمية الفلسطينية في ضوء الوضع الراهن، وتوفير برامج دعم طارئة للطلبة الفلسطينيين.
وبناءً على مقترح من دولة ليبيا دعا المجلس التنفيذي إلى وضع خطة استجابة للأوضاع التربوية والثقافية والعلمية من الدول الأعضاء المعنية في حالة النزاعات والأزمات والكوارث والطوارئ لرصد احتياجاتها والأضرار اللاحقة بها، إضافة إلى تخصيص بند في موازنات المنظمة للنزاعات والأزمات والكوارث والطوارئ وحشد الموارد مع الشركاء والمانحين لتنفيذ الأنشطة والبرامج في الدول المعنية لتلبية احتياجاتها العاجلة.
وثمّن المجلس التنفيذي مبادرة المملكة العربية السعودية لإطلاق منتدى الألكسو للأعمال والشراكات الذي أنعقد في العاصمة التونسية تونس في شهر يناير من العام 2024م. وقدم المجلس التنفيذي شكره للجنة العليا التي كانت برئاسة المملكة العربية السعودية وعضوية 9 دول وهي : : (المملكة الأردنية الهاشمية، دولة الإمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، الجمهورية التونسية، سلطنة عمان، دولة فلسطين، دولة قطر، جمهورية مصر العربية، المملكة المغربية)، كما ثمّن دور الإدارة العامة في التحضير للمنتدى، مقدماً شكره إلى المؤسسات الموقعة لاتفاقيات الشراكة في المنتدى.
وفيما يتعلق بتطوير آليات عقد الأنشطة وتوزيع أماكنها وتقييم وتثمين مخرجاتها أوصى المجلس التنفيذي بتوضيح التزامات المنظمة والدول الأعضاء في عملية تنفيذ الأنشطة مع التأكيد على المعايير المعتمدة في دورتي المجلس الرابعة والسبعين والخامسة والسبعين، ومن أبرزها توزيع الأنشطة على الدول، ومراعاة الخبرة والتجربة التي في الدول؛ للإسهام في إنجاح الأنشطة، وعدم تكرار نفس النشاط في الدولة.
وأوصى المجلس بالرفع للمؤتمر العام للمنظمة ذاتها للموافقة على إنشاء وحدة للشراكات والتمويل الذاتي ضمن الهيكل التنظيمي للمنظمة ترتبط إدارياً بمكتب المدير العام، وتوكل إليها مهام البحث عن شركاء ومصادر التمويل والابتكار والبحث عن فرص جديدة، وأخيراً التوصية للمؤتمر العام بإحالة المقترح بعد الموافقة عليه للمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
وخلال الاجتماع أثنت الدول العربية الأعضاء في المجلس التنفيذي للألكسو على مبادرة اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم فعالية الأسبوع العربي في اليونسكو “منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة”، مقدمة شكرها للمملكة العربية السعودية على طرح المبادرة، فيما دعا الاجتماع المجلس التنفيذي والدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى دعم المبادرة والمشاركة في فعالية الأسبوع العربي في اليونسكو؛ لكونها مبادرة مهمة من شأنها الاحتفاء وإبراز الثراء الثقافي والحضاري العربي وتنوعهما، وتعزيز الحوار بين الثقافات والإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول العربية، كما تضمن مشروع القرار إدراج مقترح المبادرة على مشروع جدول أعمال المؤتمر العام للألكسو.
وأوضح أمين عام اللجنة الوطنية السعودية للتربية والعلوم والثقافة أحمد بن عبدالعزيز البليهد خلال الاجتماع, أن الأسبوع العربي لدى اليونسكو يهدف للاحتفاء بثراء وتنوع الثقافة العربية خلال الفترة 4-8 نوفمبر 2024، مشيراً إلى أن الحدث يسلط الضوء على التراث العربي من خلال الفن والأدب، كما سيكون منبراً للحوار بين الثقافات، ومكاناً لإبراز القيم العربية المشتركة التي تمثل فسيفساء ثقافية متمايزة ومتكاملة، مؤكداً أن هذا التنوع وهذه القواسم المشتركة تجعل من العالم العربي منطقة ذات غنى وتعدد مذهلين.
كما ناقش المجلس في أحد بنوده آليات الوظائف وإجراءات التوظيف في المنظمة، وتطرق المجلس إلى أهمية تحديث الآليات في هذا الجانب بما يضمن تحقيق التوزيع العادل بين الدول في الوظائف في المنظمة، فيما اطلع المجلس على التقارير المعدة حول آليات تنفيذ الخطة الإستراتيجية للتعاون الدولي والشراكات وتنويع مصادر التمويل الذاتي، والخطة الإستراتيجية لتعزيز دور الإعلام والتسويق للمنظمة، حيث أوصى حيالها عدد من التوصيات، مثمناً مساهمة الدول الأعضاء في دعم مسارات تنفيذ هذه الخطط.
يُذكر أن الاجتماع شهد خلال اليومين الماضيين أطروحات ومداولات ثقافية وتربوية وعلمية، إضافة إلى نقاشات متعددة في الموضوعات والمستجدات الثقافية والفكرية بالدول العربية، كما استعرض مجموعة من التحديات التي تواجه الدول الأعضاء، واقتراح الحلول المناسبة.