في ظلّ التغيرات المناخية المتسارعة، باتت موجات الحرّ تشكّل إحدى أخطر الظواهر الطبيعية التي تهدد صحة وسلامة القوى العاملة، خصوصاً في مناطق مثل المملكة العربية السعودية حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ خلال فصل الصيف، وفي هذا السياق، قال الدكتور شاين ستوكل، مدير الشؤون الطبية في إنترناشيونال أس أو أس – الرشيد، أن موجات الحرّ تشكّل إحدى أخطر الظواهر الطبيعية التي قد تسبب ارتفاعاً في عدد الوفيات والإصابات، حيث يفرض التعرض لها لفترات طويلة العديد من المشاكل التي قد تطال صحة وسلامة السكان، لاسيما العمال الذين يؤدون مهامهم خارجاً وتحت أشعة الشمس. ويواجه العمال في المملكة العربية السعودية، حيث ترتفع درجة الحرارة كثيراً خلال فصل الصيف، مشاكل صحية بالغة الخطورة مثل ضربات الشمس والجفاف والإرهاق الحراري، وهو ما قد يؤدي إلى تداعيات طويلة الأمد، منها تلف الأعضاء أو حتى الوفاة. كما يمكن للحرارة الشديدة أن تسبب تراجعاً في إنتاجية العمال ووظائفهم الفكرية وزيادة ملحوظة في إمكانية وقوع حوادث في مكان العمل نتيجة للإرهاق وعدم الانتباه وغياب التدابير الوقائية. لذلك، يتعين على الشركات حماية عمالها من موجات الحر الشديدة والخطيرة لخلق بيئة عمل آمنة وفعالة.
وتزداد الحاجة مع مرور السنوات لاتخاذ إجراءات وقائية حازمة بهدف معالجة القضايا المتعلقة بالصحة، في ظل ما نشهده كل عام من ارتفاع غير مسبوق في دراجات الحرارة صيفاً، ولاسيما بعد موجة الحرّ القياسية التي اجتاحت المنطقة والعالم في أبريل 2024، والتي جاءت لتؤكّد لنا على التغير الملحوظ في الأنماط المناخية الحالية لِتُنذِر بواقعٍ جديد. ودفعت هذه الظواهر الشديدة الشركات والمؤسسات إلى اتخاذ الحيطة والحذر والاستعداد التام لحماية عمّالها ووضع استراتيجيات طويلة الأمد للتخفيف من الاضطرابات والمشاكل المرتبطة بالحرارة، نظراً للتغيرات الشديدة في أحوال الطقس وتأثيراتها الكبيرة على العمال والصناعات. إذ يتطلب منها حالياً التركيز على إدارة حالات الإجهاد الحراري وتنفيذ استراتيجيات شاملة لحماية الموظفين أثناء العمل.
كما نحرص في “إنترناشيونال أس أو أس – الرشيد” على اتخاذ خطوات مهمة وحاسمة لدعم الشركات في المملكة ومساعدتها على مواجهة مخاطر الصحة والسلامة المرتبطة بالحرارة، وسط هذه الحالة الجوية القاسية التي تشهدها السعودية. وقد عملنا على تخصيص طواقم عمل مجهزة ومؤهلة لتقديم حلول شاملة تعنى بالصحة وإدارة مخاطر الأمن والرفاهية وتهدف إلى مواجهة مختلف التحديات المرتبطة بالحرارة، حيث تشمل إجراء تقييمات المخاطر الخاصة بالحرارة وتوفير برامج تدريبية للوقاية من الإجهاد الحراري وتطوير بروتوكولات استجابة فعالة لحالات الطوارئ المرتبطة بالحرارة، بما يمكن الشركات من تعزيز مرونتها في مواجهة التحديات غير المتوقعة. كما نوفّر في “إنترناشيونال أس أو أس – الرشيد” الأدوات والمعارف الأساسية اللازمة للشركات لحماية القوى العاملة فيها من مخاطر الحرّ الشديد وتعزيز الإنتاجية والسلامة بصورة عامة.
تكتسب المبادرات والخطوات المصممة لتعزيز ثقافة الوعي بمخاطر الحرارة داخل المؤسسات في السعودية أهمية كبيرة، نظراً للحرّ الشديد الذي تشهده المملكة في فصل الصيف، حيث تساهم في تعزيز صحة الموظفين وسلامتهم ورفاهيتهم وتشجع الأفراد على اتخاذ إجراءات وقائية مثل شرب كمية كافية من الماء والاستراحة في أماكن مبردة وإعادة ترتيب جداول العمل لتجنب تأدية الأعمال في أكثر الأوقات حرارة خلال اليوم. كما تعود ثقافة الوعي هذه بمنافع كثيرة على الشركات، حيث تقلل المخاطر الصحية والحوادث المرتبطة بالحرارة وتحافظ على الإنتاجية، ليشعر الموظفون عندها بالأمان والطمأنينة، وهو ما يعزز ولاءهم للشركة وتفانيهم في العمل ورضاهم. كما يسهم مكان العمل الآمن والسليم، والذي يركز على ثقافة الوعي بمخاطر الحرارة، في تحسين سمعة الشركة في مجتمع الأعمال وإعداد قوة عاملة أكثر أمانًا ومرونة، بما يدفع مسيرة النجاح للشركة على المدى الطويل.
وشكلت شراكتنا مع مجموعة الرشيد خطوة رئيسية نحو تحقيق أهداف “إنترناشيونال أس أو أس” في دمج المعرفة والخبرة المحلية الواسعة بالكفاءة الدولية في مجال الصحة والسلامة، حيث يمكننا، من خلال هذه الشراكة، تقديم خدمات طبية مميزة وشاملة تلبي احتياجات العملاء في جميع أنحاء المملكة. كما حرصنا على تقديم دعم شامل وفعال لعملائنا، مستعينين بالموارد المشتركة بيننا، والتي تشمل إجراء تقييمات مفصلة لمخاطر الحرارة واعتماد تدابير السلامة وبرامج التدريب المتقدمة، لنضمن بذلك أعلى معايير الدعم والتوجيه لهم للتغلب على الصعوبات الناجمة عن الحرارة الشديدة وحماية موظفيهم وعملياتهم التجارية.