تعد المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر منتجي النفط على مستوى العالم، ويأتي التعاون بين المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة (ITFC) والمملكة كخطوة جوهرية لتحقيق استدامة الطلب على البترول في مواجهة التحديات العالمية المتزايدة. وقد وقعت المؤسسة مذكرة تفاهم مع حكومة المملكة للتعاون في تنفيذ مبادرات برنامج استدامة الطلب على البترول. يندرج هذا التعاون في إطار جهود المؤسسة، كجزء من مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مع التركيز على تطوير القطاعات الحيوية مثل قطاع الطاقة.
التحولات العالمية نحو الطاقة المتجددة
وفي ظل التحولات العالمية نحو الطاقة المتجددة والضغوط المتعلقة بالتغير المناخي، تدرك المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ضرورة وضع استراتيجيات مبتكرة تضمن استدامة الطلب على النفط، خاصة في الأسواق الناشئة التي تعتمد بشكل كبير على البترول كمصدر رئيسي للطاقة.
إطلاق برنامج استدامة الطلب على البترول
أطلقت المملكة برنامج استدامة الطلب على البترول في عام 2020 بمشاركة عدة جهات حكومية وشركات ومراكز بحوث. يهدف البرنامج إلى تعزيز وتنمية الطلب على المواد الهيدروكربونية كمصدر تنافسي للطاقة، من خلال تحسين كفاءتها الاقتصادية والبيئية وضمان تحول مزيج الطاقة في المملكة العربية السعودية بشكل فعال ومستدام. يرتكز البرنامج على ثلاثة محاور رئيسية:
- التنمية: يركز على توليد الطلب في الأسواق الناشئة عبر الاستثمار في البنية التحتية وتسريع النمو في تلك الأسواق.
- الابتكار: يسعى إلى تسريع التقدم التقني لتطوير استخدامات جديدة للهيدروكربونات.
- الاستدامة: يهدف إلى تأمين مزيج من الطاقة يتميز بالكفاءة الاقتصادية والبيئية، بما في ذلك استخدام الهيدروكربونات.
تعزيز القيمة المضافة للهيدروكربونات
يسعى البرنامج أيضًا إلى زيادة القيمة المضافة التي يمكن تحقيقها من المواد الهيدروكربونية من خلال العمل مع الشركات لتطوير مواد مبتكرة وتوسيع استخداماتها الجديدة والمستدامة، مما يساهم في ترسيخ مكانة المملكة في هذا القطاع الحيوي.
التعاون من أجل الاستدامة والنمو الاقتصادي
يعكس هذا التعاون بين المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة والمملكة العربية السعودية التزامًا مشتركًا بتعزيز دور المملكة كمنتج رئيسي للبترول مع التركيز على الاستدامة. ومن المتوقع أن يسهم هذا التعاون في تحقيق نمو مستدام في قطاع النفط السعودي من خلال تأمين الأسواق الناشئة، وزيادة الكفاءة البيئية والتكنولوجية. كما يهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين السعودية والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون والتجارة.
يشكل هذا التعاون نموذجًا للتعاون الدولي الذي تسعى من خلاله المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة والمملكة العربية السعودية إلى تحقيق استدامة الموارد الطبيعية في ظل التحديات العالمية. يركز التعاون على الابتكار والاستدامة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام ومستقبل آمن لقطاع البترول.