- التوسع الخارجي جزء من رؤيتنا لتعزيز القهوة السعودية عالمياً، ونسعى للوصول إلى 1000 فرع بحلول عام 2030
- الثقافة السعودية والضيافة جزء لا يتجزأ من تجربة بارنز، والاستدامة ليست خياراً، بل مسؤولية نتبناها في كل خطوة
- رحلتي في صناعة القهوة بدأت بشغف، وبارنز كانت المحطة المثالية لتحقيق هذا الشغف
- نؤمن أن المملكة هي العاصمة الجديدة للقهوة في الشرق الأوسط
- الابتكار والجودة هما سر نجاح بارنز في سوق القهوة التنافسي
- التطوير المستمر هو ما يساعدنا على مواكبة تفضيلات عملائنا المتغيرة
- ملتزمون بدعم الإنتاج المحلي والتعاون مع مزارعي القهوة في المملكة
تعد القهوة جزءًا من التراث السعودي العريق، ومع تزايد الطلب على القهوة المتخصصة، أصبحت المملكة سوقًا مزدهرًا في هذا المجال. بارنز، لعبت دورًا رئيسيًا في هذا التحول، حيث توسعت إلى أكثر من 700 فرع محليًا ودوليًا.
في حوار خاص لمجلة “التجارة” يتحدث الأستاذ محمد الزين الرئيس التنفيذي لشركة بارنز حول نجاح الشركة في السوق السعودي، ودورها في تعزيز ثقافة القهوة، وكيفية مواجهة التحديات في ظل النمو السريع، بالإضافة إلى خططها المستقبلية..
الموقع الثقافي والسوقي
- شهدت المملكة العربية السعودية ارتفاعًا كبيرًا في تقدير القهوة المتخصصة على مدى العقد الماضي. كيف ساهمت بارنز في هذا التحول الثقافي، وما هو الدور الذي تعتقد أن المملكة العربية السعودية تلعبه كعاصمة جديدة للقهوة في الشرق الأوسط؟
شهدت المملكة تحولاً كبيراً في تفضيل القهوة المختصة مصاحباً لإرتقاء مستوى الوعي لدى المستهلك، بارنز كانت من رواد هذا التحول بدايةً من تطوير واستحداث أفضل الممارسات الصناعية والعملية لتوفير المعدات المواكبة للتكنولوجية والحلول الذكية وتجهيز المرافق والكوادر عن طريق أحدث التقنيات لتوفير منتجات قهوة ذو جودة ممتازة تحاكي الذوق المحلي والعالمي. وقد ساهمنا في تعزيز ثقافة القهوة من خلال عنصر الابتكار، والتوسع في الدول المجاورة مثل البحرين ومصر, مما يعد جزء من جهودنا لنشر ثقافة القهوة السعودية خارج المملكة. ونرى أن المملكة اليوم تعتبر عاصمة جديدة للقهوة في الشرق الأوسط, مما يجعل السوق السعودي يستهلك إلى 80 ألف طن سنوياً من القهوة اليوم, بفضل هذا التطور في الفكر والتطبيق.
- كيف تدمج بارنز الضيافة السعودية التقليدية ورمزية القهوة العربية (“القهوة”) في عروض القهوة الحديثة؟
رمزية القهوة العربية تعود للأصالة في حسن التعامل ومبدأ الضيافة الكريمة المتعارف عليها في ثقافة المملكة, وهوا صميم العروض الحديثة في مجالنا, فنعتمد على جودة مانقدمه لذائقة المستهلك ونحرص على حسن التقديم والترويج لعروضنا بإظهار عناصر من التراث الأصيل بطريقة حسية أو معنوية في منتجاتنا العصرية
- ما هي الفرص والتحديات الفريدة التي تواجهها بارنز في السوق السعودية سريعة التطور؟
السوق السعودي سريع التطور، مما يخلق فرصاً كبيرة للنمو والابتكار، لكن ذلك يأتي مع تحديات في مجالات الحفاظ على الجودة والتكيف مع تفضيلات العملاء المتغيرة. تبنّي نماذج ناجحة يضمن التميز من خلال تطبيق معايير صارمة للجودة والابتكار المستمر في المنتجات والخدمات, مما يحول التحديات لفرص نتعلم منها. وكان مؤشر نمو العلامة التجارية بارنز بنسبة 18% دليل على حسن مواكبة التطوير السريع في القطاع والإستفادة منه
نموذج النمو والامتياز
- توسعت بارنز إلى أكثر من 700 فرعًا.. ما هي العوامل الرئيسية وراء النمو السريع لبارنز ونجاحها في مثل هذه السوق التنافسية؟
النمو السريع لبارنز يعود إلى التزامنا بجودة منتجاتنا والإجراءات التنظيمية المتبعة والتطوير المستمر, مما يتيح الفهم العميق لاحتياجات العملاء، والتوسع المدروس في أسواق جديدة. استطعنا الوصول إلى أكثر من 750 فرعًا في المملكة وخارجها بفضل نموذجنا الفريد الذي يجمع بين الابتكار الحفاظ على التقاليد.
- ما هي الدروس التي تعلمتها من تبني نموذج الامتياز التجاري، وكيف تضمن الجودة المتسقة وتجربة العملاء في جميع مواقع بارنز؟
تبنّي نموذج الامتياز التجاري ساعدنا في الوصول إلى شريحة أكبر من العملاء، مع ضمان الحفاظ على الجودة من خلال إجراءات دقيقة تتبعها إدارة الجودة والإدارات المساندة التي تخدم الوكلاء من سلاسل إمداد وإدارة مستودعات ومصنع، والتي تتولى الإشراف على جميع مراحل الإنتاج والتحضير لضمان مطابقة المعايير.
- مع استمرار بارنز في التوسع، كيف تخطط للحفاظ على هوية العلامة التجارية والتزامها بالجودة في كل من الأسواق المحلية والدولية؟
مع التوسع المستمر، نحرص على الحفاظ على هوية العلامة التجارية من خلال تطوير النموذج التشغيلي بشكل مستمر, وتدريب فرق العمل على تقديم نفس التجربة المتميزة في كل موقع، سواء في السوق المحلي أو الأسواق الدولية.
الابتكار وتجربة العملاء
- تتجذر قصة تأسيس بارنز في الرغبة في تقديم قهوة طازجة وعالية الجودة. كيف تواصلون الابتكار والبقاء على وفائكم لهذه الرؤية الأصلية مع تطور تفضيلات المستهلكين؟
لا يزال التزامنا بتقديم قهوة طازجة ذو جودة عالية في صميم رؤيتنا. عنصر الابتكار يعتبر جزء أساسي من استراتيجيتنا. عدد من المنتجات جديدة المستحدثة هذا العام استوفت وبشكل كبير تفضيلات العملاء، مثل قائمة المأكولات وقائمة المشروبات الصيفية والمنتجات التي يستوهيها الشباب, وهي نتائج لدراسات وأبحاث دورية تقوم بها إدارات الشركة المعنية وصولاً إلى مصنع شركة الأمجاد للتجارة والصناعة (المالكة للعلامة التجارية بارنز)
- ما هي الاتجاهات الجديدة في صناعة القهوة التي تراها تؤثر على عروض منتجات بارنز، وكيف تخططون للتكيف مع هذه الاتجاهات مع الحفاظ على أصالة علامتكم التجارية؟
نرصد بانتظام الاتجاهات الجديدة في صناعة القهوة، مثل الطلب المتزايد على المشروبات الباردة والابتكارات في تقنيات التحضير، ونتكيف معها مع الحفاظ على أصالة علامتنا التجارية.
- كيف تستفيد بارنز من تعليقات العملاء لتحسين منتجاتها وخدماتها، وما هي التغييرات الأخيرة التي تم إجراؤها نتيجة لهذه التعليقات؟
نحن نعتمد بشكل كبير على ملاحظات عملائنا ونقوم برصدها بشكل دائم بغرض التطوير المستمر لمنتجاتنا وخدماتنا. كما أن التحليلات السوقية الدورية التي نجريها تساعدنا في فهم احتياجات السوق وتوجيه جهود التطوير والتحسين بالشكل الأمثل. على سبيل المثال، أطلقنا مؤخراً تطبيق “بارنز إكس” الذي يتضمن برنامج ولاء مخصص, وإطلاق تطبيق” بارنز “ بنفس المميزات وإتاحة الطلب المسبق للعملاء من خلال التطبيق.
الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية
- مع التركيز المتزايد على الاستدامة، كيف تتعامل بارنز مع مصادر حبوب القهوة، وما هي الخطوات التي تتخذونها لضمان الممارسات الأخلاقية والمستدامة داخل سلسلة التوريد الخاصة بكم؟
ندرك أهمية الاستدامة في عالمنا اليوم، ونتخذ خطوات جادة لضمان مصادر مستدامة لحبوب القهوة بالتعاون مع شركائنا العالميين والمحليين. نحن نعمل على تعزيز الزراعة المحلية في المملكة، ونسعى لتطوير برامج لدعم المزارعين المحليين في مناطق المملكة.
- أصبحت بارنز اسمًا بارزًا في سوق القهوة السعودية. كيف ترى دور الشركة في المساهمة في تطوير إنتاج القهوة المحلي، وخاصة في مناطق مثل جازان؟
نحن ملتزمون بدورنا في تطوير إنتاج القهوة المحلي، وهناك خطط للتعاون مع مزارع سعودية في مناطق مثل جازان لدعم الإنتاج المحلي، مع التركيز على تعزيز الجودة والممارسات المستدامة.
- ما هي المبادرات التي تنفذها بارنز لدعم المجتمع السعودي، سواء من خلال خلق فرص العمل، أو المصادر المحلية، أو برامج المسؤولية الاجتماعية الأخرى؟
بارنز ليست مجرد شركة قهوة، بل شريك في تنمية المجتمع السعودي. من خلال خلق فرص العمل، ودعم الموردين المحليين، وتنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية، نحن ملتزمون برد الجميل للمجتمع.
على مدار العامين الماضيين، ساهمنا في تدريب وتوظيف 291 شاب سعودي كـ “باريستا”، بالإضافة إلى إشغال عدد من الوظائف الإدارية. كما نفذنا العديد من المبادرات المجتمعية، حيث كنا “الراعي الماسي لكسوة عائشة”، وقمنا بتنظيم حملة “إفطار صائم” لتوزيع مليون وجبة بالتعاون مع المركز الوطني للمسؤولية والدراسات، إلى جانب برامج أخرى تهدف إلى تعزيز المشاركة الاجتماعية.
الرؤية المستقبلية
- مع استمرار نمو سوق القهوة في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط الأوسع، أين ترى بارنز في السنوات الخمس إلى العشر القادمة؟
نرى أن بارنز في السنوات الخمس إلى العشر القادمة ستكون في طليعة صناعة القهوة في الشرق الأوسط. لدينا توجه لاتمام خطط توسع العلامة لـ 1,000 فرع بحلول عام 2030، بالإضافة إلى دخول أسواق جديدة في المنطقة وخارجها
- ما هي أولوياتك الاستراتيجية لبارنز في السنوات القادمة، وكيف تخطط للتغلب على تحديات السوق التنافسية بشكل متزايد؟
استراتيجياتنا ترتكز على التوسع الذكي، الاستثمار في الابتكار والحفاظ على جودة علامتنا التجارية. نهدف إلى التغلب على التحديات من خلال تنويع منتجاتنا، تعزيز تجربة العملاء، وتوسيع قنوات البيع مثل التجزئة والهوريكا وخدمة المكائن الذاتية.
- كيف تتخيل تطور ثقافة القهوة في المملكة العربية السعودية، وما هو الدور الذي تعتقد أن بارنز ستلعبه في تشكيل هذا المستقبل؟
ثقافة القهوة في المملكة تشهد تطوراً ملحوظاً، ونحن نعتقد أن بارنز ستظل تلعب دوراً محورياً في تشكيل هذا المستقبل من خلال تقديم تجربة فريدة للقهوة تجمع بين الأصالة والابتكار, حيث شاركت بارنز مؤخراً ضمن كأس العالم للرياضات الإلكترونية, وشهد أحد المواقع المخصصة لبارنز تجربة الطلب من روبوت باريستا يُحاكي آخر التطورات في قطاع الابتكار والذكاء الإصطناعي
الرؤية والقيادة
- كيف بدأت رحلتك في صناعة القهوة، وما الذي دفعك للانضمام إلى علامة بارنز؟
بدأت رحلتي في صناعة القهوة من خلال شغفي الهندسي والتقني، حيث تخرجت بشهادة في الهندسة الميكانيكية. وانضممت إلى بارنز في عام 2004، و كانت لدي رغبة قوية في الانضمام لهذه العلامة التي كنت أحد عملائها منذ الصغر.
طوال رحلتي في الشركة، والتي شملت العديد من المناصب قبل أن أُعين كرئيس تنفيذي، تطورت علاقتي بصناعة القهوة وازداد شغفي بها. حبي لهذه العلامة والحرص على تقديم الأفضل للعملاء كانا دافعين أساسيين لي للعمل بجد وتقديم الإسهامات التي ساعدت في نجاح بارنز ونموها.
- ما هي أبرز التحديات التي واجهتها خلال مسيرتك المهنية وكيف تعاملت معها؟
من أبرز التحديات التي واجهتها كان مواكبة التغيرات السريعة في تفضيلات المستهلكين، لكنني تعاملت مع هذه التحديات من خلال التركيز على الابتكار والأخذ بآراء العملاء, حيث وصلنا بعدد منافذ بيع يقارب الـ 800 موقع على مستوى المملكة وخارجها, مما يتيح فرصة الوصول الأمثل للعملاء وما يرغب به المستهلك من جودة ومنتج
- كيف تصف أسلوبك في القيادة، وكيف ينعكس ذلك في بيئة العمل داخل بارنز؟
أسلوبي في القيادة يعتمد على الشفافية والثقة في الفريق. أشجع دائماً على الابتكار والتخطيط المستقبلي، وهذا ينعكس في بيئة عمل مفتوحة وتعاونية داخل بارنز.
- ما هي القيم الأساسية التي تركز عليها في قيادة فريق عملك؟ وكيف تسعى لتعزيزها داخل الشركة؟
القيم الأساسية التي أركز عليها هي الجودة، الابتكار والالتزام. هذه القيم هي حجر الأساس لنجاح فريق العمل في بارنز، ونسعى لتعزيزها في جميع أقسام الشركة من خلال تطوير أساليب التدريب ونقل المعرفة من جيل لآخر.
- كيف تحافظ على توازن بين التمسك بالهوية التقليدية لعلامة بارنز وبين الابتكار والتجديد المستمر؟
نحن في بارنز نؤمن أن الحفاظ على هويتنا التقليدية يتطلب في جوهره تبنّي الابتكار المستمر.
هوية بارنز تأسست على مبدأ التجديد وابتكار أساليب جديدة، سواء في تقديم المنتجات أو في تطوير تجربة العملاء والمنظومة التشغيلية بأكملها. هذا التوازن بين التقاليد والابتكار هو ما يميزنا ويعزز مكانتنا في السوق.
- كيف أثر شغفك بالقهوة على حياتك الشخصية والمهنية؟
شغفي بالقهوة تجاوز كونها مجرد مشروب، فقد أصبحت دافعاً للإبداع في حياتي المهنية والشخصية. هذا الشغف ينساب في كل قراراتي اليومية، حيث يدفعني باستمرار للبحث عن أفضل الطرق لتطوير استراتيجيات العمل وتحسين المنظومة بأكملها. القهوة بالنسبة لي هي رفيق الرحلة الممتدة نحو الابتكار, والالتزام بتحقيق الأهداف، سواء على المستوى الشخصي أو في سياق العمل.
- ما هو أكبر درس تعلمته خلال رحلتك المهنية، وكيف تستخدمه في توجيه قراراتك اليوم؟
أكبر درس تعلمته هو أن الابتكار المستمر والثقة في قدرات فريق العمل هما الأساس لتحقيق النجاح المستدام. هذا الدرس يشكل محور قراراتي اليوم، حيث أسعى دائماً لإستكشاف أفكار جديدة وتطبيق حلول مبتكرة تُسهم في تطوير الأعمال وتلبية توقعات واحتياجات العملاء بشكل أفضل.
- ما هي النصيحة التي تقدمها للشباب السعوديين الذين يطمحون للعمل في مجال ريادة الأعمال أو صناعة القهوة؟
نصيحتي للشباب السعودي هي أن يكونوا شغوفين بما يفعلونه وأن يلتزموا بتطبيق أفضل الممارسات. عالم ريادة الأعمال مليء بالتحديات، لكن المثابرة والشغف من أهم مفاتيح النجاح. الأهم هو الاستماع لآراء العملاء والتعلم من التجارب.
- هل هناك كلمة أخيرة تود أن نختم بها اللقاء؟
في الختام، أود أن أعبر عن شكري لمجلة غرفة جدة على إتاحة الفرصة لمشاركة تجربتنا. كما أود أن أتوجه ببالغ الامتنان لقيادة المملكة العربية السعودية ورؤيتها الطموحة التي كانت ولا تزال الدافع الرئيسي لحركة التطور السريعة وتحقيق الإنجازات في مختلف القطاعات، بما فيها قطاع القهوة. نحن في بارنز ملتزمون بمواصلة هذه الرحلة ونتطلع إلى تقديم الأفضل دائماً.
نؤمن بأن مستقبل القهوة في المملكة مشرق، ونسعى لأن نكون جزءًا فاعلاً في هذا المستقبل المزدهر.