- أكوا باور جزءًا أساسيًا من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية، والذي تقوده وتشرف عليه وزارة الطاقة
- يشكل السوق السعودي 60% من الأصول المُدارة حاليًا لـ ” أكوا باور”، مما يؤكد دورها المحوري في التنمية بالمملكة
- لدينا خطط لتطوير مشاريع جديدة في الأسواق الناشئة وتعزيز استثماراتنا في السعودية
- تشكل مصادر الطاقة المتجددة 46.8% من محفظتنا.. ونتجه نحو مزيد من التوسع
- نستهدف أن نكون روادًا عالميين في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر
- تحويل محطة الشعيبة 3 إلى تحلية المياه بالتناضح العكسي سيوفر 22 مليون برميل نفط سنويًا
تُعدّ شركة أكوا باور أكبر شركة خاصة في مجال تحلية المياه في العالم، والرائدة في تحول الطاقة، والأولى في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث تواصل مسيرتها الطموحة نحو توسعٍ مستدام، مدفوعةً برؤيتها لتوفير حلول مبتكرة وفعالة من حيث التكلفة. بفضل استثماراتها في مشاريع الطاقة المتجددة، وتحلية المياه، والهيدروجين الأخضر، تمكنت الشركة من تعزيز مكانتها كمطورٍ ومشغلٍ عالمي يعتمد على الابتكار والاستدامة في تقديم الطاقة النظيفة.
في هذا اللقاء الخاص مع مجلة “ التجارة “، يسلط الرئيس التنفيذي لشركة أكوا باور، السيد ماركو أرتشيلي، الضوء على استراتيجية الشركة في التوسع الجغرافي، وتحقيق التحول في قطاع الطاقة، والالتزام بالاستدامة، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه الشركة في دعم رؤية المملكة 2030. كما يتناول الحوار التحديات والفرص في مجالات الطاقة المتجددة وتحلية المياه، وتأثير تقنيات الهيدروجين الأخضر على مستقبل القطاع.
كيف تُقارنون حجم شركة أكوا باور وتنافسيتها في سوق الطاقة والمياه العالمي، خاصةً مع الشركات الرائدة في هذا المجال؟ وهل هناك جوانب تُميزكم عن غيركم؟
تشهد أكوا باور نموًا سريعًا في مجالات تحلية المياه، والطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر. بحلول عام 2030، نستهدف إدارة أصول بقيمة 250 مليار دولار أمريكي. حجم أعمالنا ومسار نمونا يضعاننا بين أبرز الشركات في قطاعي الطاقة والمياه.
أهم ما يُميزنا تركيزنا الدؤوب على الابتكار وتقديم تعريفات منخفضة قياسية للطاقة والمياه. ويُتيح لنا النموذج الذي نتبناه: “التطوير-الاستثمار-التشغيل-التحسين” التحكم في سلسلة القيمة بأكملها، مما يُعزز الكفاءة والقدرة على تحمل التكاليف.
نضع الاستدامة في صميم أعمالنا، إذ تُشكل مصادر الطاقة المتجددة أكثر من 46.8%من محفظتنا. وأخيرًا، يُعد فهمنا العميق للأسواق المحلية وشراكاتنا الوثيقة مع الحكومات من الركائز الأساسية لتميزنا ونمونا المستدام.
101 مشروعًا في 14 دولة
كم عدد المشاريع التي تُديرونها حاليًا؟ وكيف تُسهم هذه المشاريع في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للشركة من حيث التوسع الجغرافي والتحول نحو الطاقة المتجددة؟
لدينا محفظة متنوعة من المشاريع في 14 دولة في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا. مع محفظة تضم 101 مشروعًا، إما قيد التشغيل، أو التطوير، أو الإنشاء. بما في ذلك مشاريع الطاقة وتحلية المياه التي استحوذنا عليها مؤخرًا في البحرين والكويت والتي ستدخل حيز التنفيذ عند تحقيق الإغلاق المالي.
تبلغ قيمة استثماراتنا 381 مليار ريال سعودي (حوالي 107.5 مليار دولار أمريكي)، بطاقة توليد 78.9 جيجاواط من الطاقة وإدارة 9.5 مليون متر مكعب يوميًا من المياه المحلاة.
تساهم هذه المشاريع بشكل مباشر في هدفنا للتحول نحو الطاقة المتجددة. على سبيل المثال، تظهر مشاريع مثل ريدستون في جنوب أفريقيا، أكبر استثمار في الطاقة المتجددة في البلاد، ومشاريعنا لطاقة الرياح والطاقة الشمسية في مصر، التزامنا بنشر الطاقة النظيفة على نطاق واسع. كما يُمكننا توسعنا الجغرافي من نقل أفضل الممارسات وتوسيع نطاق الحلول المبتكرة في مختلف الأسواق، مما يُعزز تأثيرنا في قطاعي الطاقة والمياه عالميًا.
التقنيات الحديثة والكفاءة
هل تسعى أكوا باور إلى تحسين كفاءة عملياتها وتطوير حلول مبتكرة للتحديات المستقبلية في قطاع الطاقة والمياه؟
يُعدّ الابتكار جوهر هوية أكوا باور. لدينا قسم متخصص بالابتكار، وتسعى قيادتنا بنشاط إلى اغتنام الفرص لتحسين العمليات وتطوير حلول متطورة. نستثمر في البرامج التجريبية، والشراكات البحثية، وتطوير التقنيات الخاصة.
نتعاون مع مؤسسات بحثية وشركات تقنية رائدة، ويتجلى ذلك في تعاوننا مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، ومع ستة شركاء إيطاليين في مجال تحلية المياه والتقنيات المستدامة. يُبرز عملنا طويل الأمد مع شركة توراي إندستريز، والذي نتج عنه محطات تحلية مياه، الفوائد الملموسة لهذه الشراكات. كما ندعم بنشاط مبادرات الابتكار الوطنية، بما في ذلك برنامج وزارة الطاقة للابتكار في مجال الطاقة، ومراكز الأبحاث المشتركة مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل أكوا باور على تطوير “مركز شنغهاي للابتكار” الذي يُركز على التعاون العالمي لتسريع حلول الطاقة والمياه المستدامة من خلال شراكات متنوعة. وأخيرًا، نتعاون مع رواد الابتكار المستقبليين من خلال برامج مثل الهاكاثون العالمي لتحلية المياه المستدامة وتحدي أكوا باور للابتكار. تُعزز هذه الاستراتيجية الشاملة الكفاءة التشغيلية وتُسهم في حل التحديات العالمية في مجال الطاقة المستدامة والتأمين الأمن والمستدام للمياه المحلاه.
التحول للطاقة المتجددة
ما هي الإجراءات التي تتخذها أكوا باور للحد من انبعاثات الكربون وتحسين الأداء البيئي لمشاريعها؟
تُعدّ أكوا باور جزءًا أساسيًا من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية (NREP)، الذي تقوده وتشرف عليه وزارة الطاقة، وينعكس في المساهمة مع صندوق الاستثمارات العامة بتطوير 70% من قدرة الطاقة المتجددة المستهدفة في المملكة العربية السعودية بحلول عام 2030.
ويُعدّ تقليل بصمتنا الكربونية أولوية قصوى. فنحن لا نُقلّل من بصمتنا الكربونية فحسب؛ بل نقود بنشاط عملية التحول في مجال الطاقة من خلال استثمارات كبيرة في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
كذلك تشهد محفظتنا الاستثمارية تحولًا سريعًا نحو مصادر الطاقة المتجددة. ويمتد هذا الالتزام إلى ما هو أبعد من مجرد نشر التقنيات الجديدة. فنحن نُطبّق أنظمة إدارة بيئية فعّالة، مما يُقلّل من تأثير مشاريعنا على التنوع البيولوجي وموارد المياه والمجتمعات المحلية. وتستند هذه الأهداف أيضًا إلى تقييمات مكثفة للأثر البيئي واستراتيجيات التخفيف.
وعلاوة على ذلك، ندعم الشفافية، ونعلن عن أدائنا البيئي، ونتحمل المسؤولية عن معايير غالبًا ما تتجاوز المتطلبات التنظيمية.
تلتزم أكوا باور بتقليل بصمتها الكربونية وتعزيز توليد الطاقة المستدامة. ونحقق ذلك من خلال عدة مبادرات رئيسية:
توسيع محفظة الطاقة المتجددة:
نعمل على توسيع محفظة الطاقة المتجددة بشكل كبير، والتي تمثل الآن أكثر من 46.8% من إجمالي طاقتنا الإنتاجية من الطاقة.
تحويل البنية التحتية الحالية:
تلتزم أكوا باور بتحويل محطاتها كثيفة الكربون إلى مرافق طاقة نظيفة – من خلال تحويل محطات الطاقة التقليدية إلى الغاز واستكشاف الهيدروجين الأخضر كمصدر للوقود. ومن الأمثلة البارزة على ذلك تحويل محطة الشعيبة 3 المستقلة لتحلية المياه إلى منشأة تناضح عكسي عالية الكفاءة تعمل بمزيج من كهرباء الشبكة والطاقة المتجددة. ومن المتوقع أن يوفر هذا التحويل ما يقرب من 22 مليون برميل من النفط ويخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 9 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
الريادة في الهيدروجين الأخضر:
تُعد أكوا باور شركة رائدة في إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع. مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في العالم، قيد الإنشاء حاليًا، ومن المقرر أن يُسلّم أول شحنة من الأمونيا الخضراء بحلول عام 2026. كما تُطوّر أكوا باور مشروعًا للهيدروجين الأخضر في جمهورية أوزبكستان.
دمج مصادر الطاقة المتجددة في تحلية المياه:
نعمل باستمرار على دمج محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في مرافق تحلية المياه لدينا، مما يُقلّل اعتمادنا على الشبكة ويُخفّض الانبعاثات بشكل كبير. على سبيل المثال، تتميز محطة الجبيل 3 (أ) لتحلية مياه البحر (شركة “جزلة” لتحلية المياه) الآن بأنظمة كهروضوئية في الموقع، مما يُقلّل الاعتماد على الشبكة بنسبة تقارب 25% ويُخفّض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 2.5 مليون طن سنويًا.
الهيدروجين الأخضر عالميًا
كيف ترى أكوا باور دور الهيدروجين الأخضر في مستقبل الطاقة؟وما هي استثماراتكم في هذا المجال؟
نؤمن بأن الهيدروجين الأخضر سيُحدث نقلة نوعية في التحول العالمي للطاقة، مما يُمكّن من إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب الحد منها. نستثمر بشكل كبير في هذا المجال، بما في ذلك مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في المملكة العربية السعودية، وهو أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر على مستوى المرافق في العالم.
هدفنا هو أن نصبح منتجًا ومصدرًا عالميًا رائدًا للهيدروجين الأخضر، مساهمين في مستقبل طاقة أنظف وأكثر استدامة. نستكشف بنشاط الشراكات واتفاقيات الشراء لإنشاء منظومة قوية للهيدروجين الأخضر.
تبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية المتعاقد عليها للشركة حاليًا 223 كيلو طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر. بالإضافة إلى مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، تُطوّر أكوا باور أيضًا مشروعًا للهيدروجين الأخضر في أوزبكستان. كما نستكشف فرصًا في إندونيسيا وتونس وأذربيجان ومصر وماليزيا وجنوب إفريقيا.
ما هي تطلعاتكم لشركة أكوا باور في السنوات القادمة، وكيف تتوقعون تأثيرها على قطاع المياه والطاقة؟
تخطط أكوا باور لقيادة التحول العالمي في مجال الطاقة، ونهدف إلى إدارة أصول بقيمة 250 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030. نطمح إلى أن نكون روادًا عالميين في مجال التحول في مجال الطاقة، وروادًا في توفير حلول مستدامة وبأسعار معقولة في مجال المياه والطاقة.
نتوقع أن يكون تأثيرنا على قطاع المياه والطاقة كبيرًا. من خلال تعزيز الابتكار، وخفض التكاليف، وتسريع اعتماد الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، سنساهم في مستقبل طاقة أكثر استدامةً وأمانًا للجميع. نحن ملتزمون بالشراكة مع الحكومات والمجتمعات المحلية لإحداث تأثير إيجابي ودائم في المناطق التي نعمل فيها. في هذا الصدد، تلتزم أكوا باور بدعم رؤية المملكة 2030 وأهداف قطاع الطاقة فيها، بما في ذلك هدف تحقيق مزيج من الغاز والطاقة المتجددة بنسبة 50/50 لإنتاج الكهرباء بحلول عام 2030.
خطط نمو طموحة
كيف تتقدم أكوا باور نحو أهدافها لعام 2030، وما هي بعض مشاريعكم الرئيسية الجارية في المملكة العربية السعودية وعلى الصعيد الدولي؟
مرت أكوا باور بمراحل عديدة في مسيرتها التنموية، ففي البداية، ركزت الشركة على المشاريع المحلية، وخاصة محطات تحلية المياه المستقلة مع بعض مشاريع توليد الطاقة. ثم بدأ توسعها الدولي في الأسواق المجاورة مثل المغرب، وحوالي عام 2020، عندما أصبحت رؤية السعودية 2030 أكثر وضوحًا، دخلت الشركة مرحلة من النمو المتسارع.
واليوم يشكل السوق السعودي 60% من الأصول المُدارة حاليًا لشركة أكوا باور، مما يؤكد دورها المحوري في التنمية بالمملكة. وتمتلك أكوا باور أصولاً للطاقة الشمسية في 11 دولة، منها 19.5 جيجاواط في المملكة العربية السعودية، منها 2.5 جيجاواط تشغيلية، و17 جيجاواط قيد الإنشاء.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية لمحطة تحلية المياه التابعة لشركة أكوا باور في المملكة العربية السعودية 5 ملايين متر مكعب يوميًا، و3.5 مليون متر مكعب يوميًا من الطاقة التشغيلية. وهذا يعادل 30% من إجمالي الطاقة الإنتاجية للمياه المحلاة في المملكة العربية السعودية.
وتعمل الشركة أيضًا على تطوير مشاريع مستقبلية مثل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في العالم، قيد الإنشاء، ومن المقرر أن يُسلم أول شحنة من الأمونيا الخضراء بحلول عام 2026. كما تُطور أكوا باور مشروعًا للهيدروجين الأخضر في جمهورية أوزبكستان.
وفي خطوة تاريخية، حققت الشركة مؤخرًا دخولًا في سوق الطاقة المتجددة في الصين، بتوقيع اتفاقيات مع شركة سنغرو للطاقة المتجددة ومجموعة مينغيانغ للطاقة الذكية لتطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. تُعد هذه المشاريع جزءًا من دفعة أولية ستتوسع تدريجيًا لتصل إلى أكثر من 1 جيجاواط.
وتواصل أكوا باور تعزيز محفظة مشاريعها في مجال الطاقة المتجددة، وتعمل أيضًا على إضافة مشاريع الدورة المركبة. وخلال عام 2024، أضافت الشركة 14.3 جيجاواط من الطاقة الإنتاجية، منها 10.7 جيجاواط من مصادر الطاقة المتجددة و0.4 مليون متر مكعب يوميًا من المياه المحلاة. وبينما تواصل أكوا باور التزامها بأن تكون أفضل جهة توظيف، ورائدًا فكريًا في قطاعها، وشريكًا مفضلًا في كل منطقة تخدمها، فإنها لا تغفل عن رسالتها التي تتجاوز بكثير توفير الطاقة للمجتمعات، بل تتعلق بتقديم مساهمة مستدامة وبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.