أحمد شاكورة، نائب رئيس المجموعة للأسواق الناشئة كلاوديرا :
لكي تنجح الشركة في بيئة الأعمال الحالية، من الضروري أن تمتلك القدرة على استغلال تحليلات البيانات. وعلى الرغم من توافر أدوات تكنولوجية متقدمة والعديد من حلول البيانات، تواجه المؤسسات صعوبة في الاعتماد حقاً على البيانات وذلك بسبب التحديات الثقافية التي تشمل بطء التكيف مع التغييرات الجديدة ونقص مهارات فهم البيانات وعدم التوافق التنظيمي، وهي عقبة كبيرة أمام الشركات التي تسعى لاستغلال قوة البيانات.
ومع ذلك، هناك جانب إيجابي دائماً، حيث أظهرت دراسة أجرتها شركة نيوفنتج بارتنرز في عام 2022 أن الشركات بدأت تستثمر بشكل كبير في مجالات حيوية مثل حلول بحيرة البيانات (26.3%)، وجودة البيانات وصحة البيانات (25.3%)، وهجرة السحابة (14.8%)، وفهم البيانات (12.7%). وهذا يشير إلى أن المؤسسات تدرك أهمية التحول الثقافي عندما يتعلق الأمر باستغلال إمكانات البيانات. وهكذا يتضح أن هذا التطور لا يتعلق فقط بالتكنولوجيا، بل بالناس أيضاً.
كيف يمكن للشركات التغلب على هذه التحديات الثقافية لتصبح حقاً مدفوعة بالبيانات؟
الإجابة تكمن في القدرة المستمرة على فهم البيانات – وهي المفتاح لتغيير ثقافة الشركة وإطلاق الإمكانات الكاملة لتحليلات البيانات. أن تكون مدفوعاً بالبيانات اليوم يتطلب القدرة على استخدام جميع أشكال البيانات، سواء كانت منظمة أو غير منظمة، على البيئة المحلية أو موزعة عبر عدة سحب، وسواء كانت ديناميكية أو ثابتة، لاتخاذ القرارات التي تعود بالفائدة على جميع أفراد المؤسسة. ومع ذلك، يدرك 90% من قادة الأعمال أن العائق الرئيسي لتحقيق التحول الرقمي الكامل هو عدم وجود ثقافة مناسبة في الشركة فيما يتعلق بالبيانات.
ما هي التغييرات التي يمكن للشركات تنفيذها لتحقيق ثقافة مدفوعة بالبيانات؟
بعض التغييرات الأساسية التي يمكن لقادة الأعمال إحداثها في مؤسساتهم تشمل تحديد المسؤوليات الخاصة بعمليات البيانات، واعتماد السحابة العامة، وتقديم الأدوات المناسبة لتمكين أقسام تكنولوجيا المعلومات والمطورين.
- تحديد المسؤوليات
في هذه الاستراتيجية، يُطلب من فرق التكنولوجيا أن تقدم البيانات المطلوبة. وهنا يأتي دور الشركة في التنسيق بين مختلف الأقسام وقسم تكنولوجيا المعلومات للتعامل مع هذه المسألة، ومشاركة الأهداف، وتحديد المسؤولية عن البيانات والعمليات المحددة. يجب على متخصصي تكنولوجيا المعلومات دمج الأدوات والحلول في المؤسسة التي تسهل إدارة البيانات المركزية والحوكمة، مع السماح بامتلاك البيانات الموزعة.
- تعزيز مشاركة فرق الحوكمة والامتثال
على الرغم من أهمية التعاون، يجب أن تلتزم البيانات بمتطلبات الامتثال الداخلية والخارجية وتأخذ في الاعتبار التطورات المستمرة في قوانين الخصوصية. ونتيجة لذلك، يجب أن تكون الحوكمة والامتثال من أولويات المؤسسة في رحلتها لتصبح مدفوعة بالبيانات.
يجب أن تحدد منصات الشركات أي مجموعات بيانات تحتوي على معلومات حساسة وتقدم إرشادات بشأن تخزينها والأذونات المطلوبة للوصول إليها وكيفية إدارة الوصول لضمان استخدامها فقط من قبل الأشخاص المصرح لهم في الوقت والمكان المناسبين. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن توفر المنصة معلومات حول سلسلة البيانات والتحويلات على مراحلها.
- تقديم الأدوات المناسبة
مجرد صياغة قدرة مدفوعة بالبيانات الهجينة ليست كافية بالنسبة للمؤسسات – فهي تحتاج إلى أدوات تحليلية وأدوات حوكمة لفصل واستغلال كمية كبيرة من البيانات بفعالية.
يجب أن تدعم الأدوات التكنولوجية المناسبة جميع أنواع البيانات مع تبسيط وتمكين التحليلات على البيانات الثابتة والمتحركة. علاوة على ذلك، يجب أن تسهل هذه الأدوات أيضاً التكامل السهل مع خدمات مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المستخدم الخاصة. يجب أن تمكِّن هذه الأدوات تنفيذ التشغيل التلقائي، حيث أنها الطريقة الوحيدة لمطوري التطبيقات ومستخدمي المنصة للاستفادة بشكل فعال من جميع البيانات المتاحة.
الاستفادة من البيانات المتاحة
يعدّ إعطاء الأولوية لمفهوم فهم البيانات والتحول الثقافي داخل المؤسسة نقطة انطلاق للاستفادة من تحليلات البيانات كجزء من العمل التجاري. على الرغم من أن حلول التكنولوجيا قد تلعب دوراً حيوياً، إلا أنه من الضروري التعرف على أن الأشخاص مهمون بنفس القدر في تعزيز اتخاذ القرارات المدفوعة بالبيانات. يجب أيضاً التعاون بين وحدات الأعمال وقسم تكنولوجيا المعلومات والتركيز على الحوكمة والامتثال لضمان استخدام البيانات في المؤسسة بشكل فعال.
في النهاية، فإن اعتماد أدوات التحليلات والحوكمة التي تدعم جميع أنواع البيانات والتحليلات وتنفيذ التشغيل التلقائي ضروري لاستخلاص الإمكانات الكاملة لتحليلات البيانات. ومن خلال اعتماد هذه الاستراتيجيات، يمكن للشركات أن تحصل على ميزة تنافسية وتحقق أهدافها.