شهد المنتدى العالمي لشبكات النطاق العريض فائق السرعة 2023 الذي نظمته هواوي في دبي على مدار الأسبوع الماضي تحت شعار “ترابط الذكاء لمرحلة جديدة من النمو” بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة للنطاق العريض حضور نخبة من أبرز شركات وهيئات تنظيم الاتصالات ومنظمات المعايير الدولية وقادة القطاع من المنطقة وجميع أنحاء العالم. وكان من أبرز المحاور الذي ناقشها المشاركون سبل تأسيس ونشر شبكات النطاق العريض فائقة السرعة لدفع عجلة بناء مجتمعات “الجيجابايت” في بلدان منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وإطلاق العنان للإمكانيات الكاملة للشبكات المتطورة وتعزيز مردودها لتطوير أعمال وخدمات مختلف القطاعات والصناعات ورفع كفائتها وإنتاجيتها كأحد أهم أولويات عصر “الاتصال الذكي”.
حقق قطاع شبكات النطاق العريض فائة السرعة خلال العام الماضي تقدماً ملحوظاً على صعيد صياغة المعايير والأبحاث الرئيسية التي أنتجت العديد من الابتكارات. ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه حلول الذكاء الاصطناعي التغلغل في أساليب عملنا وحياتنا، ويستمر ظهور الخدمات الذكية التي تتحول تدريجياً لتكون قوة دافعة رئيسية لتحسين الإنتاجية ومستوى الحياة الاجتماعية. ويرفع ذلك بطبيعة الحال سقف المتطلبات من شبكات النطاق العريض الفائقة السرعة. ومن هنا، تنبثق أهمية المنتدى كمنصة حوار وتبادل أفكار وخبرات على طريق ريادة قطاع الشبكات الثابتة ودفع مسيرة تقدمها وتسخير إمكانياتها لصالح التنمية الاجتماعية والاقتصادية في بلدان المنطقة.
وشهد المنتدى تبادل رؤى قادة القطاع في المنطقة كالسيد بوكار با، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة مجلس سامينا للاتصالات؛ وسعادة المهندس محمد بن عمر، المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات (AICTO)، وتنفيذيين رفيعي المستوى من العديد من مؤسسات القطاع الإقليمية الأخرى.
وتضمن المنتدى جلسة حوارية بعنوان “بنية تحتية رقمية بسرعة 10 جيجابت لتسريع بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام” جمعت نخبة من مسؤولي قطاع الاتصالات، ناقشوا فيها السياسات والإجراءات المطلوبة لتسريع وتيرة تطوير شبكات النطاق العريض بسرعة 10 جيجابت في بلدان المنطقة. كما تناولت الجلسة المتطلبات اللازمة لذلك من قرارات تنظيمية وحلول تقنية وبناء شراكات على ضوء التجارب العالمية النموذجية والمعايير الدولية التي أثبتت فاعليتها في قطاع شبكات النطاق العريض الفائقة السرعة، بالإضافة لتعميم فوائد البنية التحتية الرقمية بسرعة 10 جيجابت في بناء الاقتصاد الرقمي في المنطقة ومساهمتها في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وقد نظمت الجلسة بالتعاون مع مجلس سامينا للاتصالات الذي افتتح رئيسه التتنفيذي وعضو مجلس إدارته بوكار با المنتدى بخطابه.
شارك في الجلسة سيفات يرلي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة TMRW العالمية للاتصالات، وأليكس لي، العضو المنتدب لشركة “تشاينا موبايل إنترناشيونال” في الإمارات العربية المتحدة؛ ومحمد بن علي، المدير بالوكالة لإدارة الاتصالات في وزارة المواصلات والاتصالات، مملكة البحرين؛ ولين يانكينغ، المستشار الأول لسياسات القطاع والشؤون العامة والحكومية لدى شركة “هواوي”؛ وأدار الجلسة إريك المكفيست، الرئيس التنفيذي لشركة “سينس ستراتيجي”.
وقال بوكار ايه با، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة سامينا: “مضاعفة الإمكانات الحقيقية لشبكات الجيل الخامس وتنفيذ حالات استخدام واقعية عبر مسارات تطور مستدامة من الأولويات القصوى في يومنا هذا. ومع استمرار شبكات الجيل الخامس بالتطور نحو تقنية الجيل الخامس المتقدمة (شبكات الجيل الخامس والنصف 5.5G)، سيكون من الضروري إتاحة الوصول إلى رأس المال اللازم لدعم التحول الجديد نحو الشبكات المتقدمة فائقة السرعة التي من شأنها المساعدة بدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية وردم ثغرات الاتصال في المناطق والمجتمعات المحرومة. ويعكس احتفاء مجلس سامينا للاتصالات مؤخراً بمجموعة من مشغلي وهيئات تنظيم الاتصالات في حفل توزيع جوائز التميز والقيادة الدور القيادي الفاعل للعديد من مشغلي ومنظمي الاتصالات في المنطقة على مستوى العالم، الذين أطلقو وطورو على مدار السنوات القليلة الماضية شبكات الجيل الخامس، ممهدين الطريق لتطورات أكبر بنفعية أعلى لهذه الشبكات للأعمال والمجتمعات”.
من جهته، قال لين يانكينغ، المستشار الأول لسياسات القطاع والشؤون العامة والحكومية لدى “هواوي”: “تندرج شبكات الجيل الخامس والنصف 5.5G في سياق التطور الطبيعي للنظام الإيكولوجي لشبكات الجيل الخامس، ومن أبرز مزاياها القدرة على ترقية قدرات الشبكة بواقع 10 مرات، ودعم الأعمال بسرعة 10 جيجابت في الثانية، وتمكين إجراء 100 مليار اتصال، وزيادة قدرات الذكاء للعديد من الخدمات. ويستفيد مفهوم هواوي لـ ‘مجتمع الجيجابت’ من هذه التكنولوجيا عبر مجالات عدة لتمكين عصر الاتصال والذكاء في كل مكان، وفتح آفاق جديدة للنمو والابتكار عبر مختلف القطاعات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى من خلال دمج مختلف التقنيات المتطورة بدعم من شبكات النطاق العريض فائة السرع التي تعتبر العصب الرئيسي لتنمية وتطور أعمال سائر القطاعات والصناعات مستقبلاً”.
وترى هواوي بأن شبكات النطاق العريض الفائق تشكل البنية التحتية الأهم للمجتمعات والشركات في العصر الذكي. وتسعى لخلق تأثير يتجاوز مفهوم الإنترنت البسيط لبناء عالم ذكي يرتكز على الاتصال المعزز. ويتطلب ذلك وجود بنية تحتية رقمية واسعة النطاق، سواء كانت شبكات ألياف ضوئية أو سحابية، بالإضافة لتوفير مساحة رقمية واسعة لدعم مليارات الاتصالات الجديدة.
وتشكّل شبكات النطاق العريض الفائق بسرعة 10 جيجابت في الثانية أساساً متيناً لـ “مجتمع الـ 10 جيجابت”، حيث يمكن للشركات ربط مكاتبها مع وحدات الإنتاج وفروع الأعمال بشبكة اتصال عالية الجودة بسرعة 10 جيجابت في الثانية. كما تساهم تقنيات “الواي فاي” من الجيل السابع في توفير الوصول اللاسلكي بسرعة 10 جيجابت إلى نقاط الوصول، بالإضافة إلى الوصول السلكي بالسرعة ذاتها إلى الغرف، مما يعزز إنتاجية المؤسسات بدرجة كبيرة.
وتتصدر اليوم بعض دول الشرق الأوسط عصر الجيجابت وتمهد الطريق لعصر الـ 10 جيجابت. وتلعب الحكومات دوراً محورياً في تسريع وتيرة هذا التقدم من خلال إصدار الأطر التنظيمية وسن السياسات الخاصة بمتطلبات البنية التحتية للاتصالات والمعايير الصناعية وبناء شراكات متينة بين شركات الاتصالات والمنظمين ومقدمي البنية التحتية والمطورين والبلديات ومنظمات المعايير والمقاييس الدولية. وشكل المنتدى منصة جيدة لقادة قطاع الاتصالات لمناقشة متطلبات تحول البنية التحتية الرقمية لدعم الاقتصاد الرقمي في دول المنطقة بالتماشي مع تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الشاملة التي وقعت عليها حكومات المنطقة.