- باسمح قوة راسخة في الاقتصاد السعودي.
- 75 عامًا من الجودة والابتكار. مجموعة باسمح من متجر صغير إلى واحدة من أكبر شركات التوزيع بآسيا.
- شراكات استراتيجية: كيف أصبحت باسمح وجهة مفضلة للشركات العالمية الكبرى؟
- باسمح واحدة من ثلاث أكبر شركات في توزيع الأغذية بالمملكة ومن أكبر عشر شركات في آسيا.
- قودي العلامة التجارية الثانية الأكثر اختيارًا للطعام في المملكة لمدة أربع سنوات متتالية والأولى بين المنتجات المماثلة.
- الاستثمار في الأفراد: سر نجاح أي منشأة ونصائح القائد الناجح.
- من خلال حاضنة الأفكار. نقدم الدعم والاستثمار للأفكار الجديدة والمشروعات الصغيرة داخل الشركة وخارجها.
- علينا أن نكون جاهزين للسبق في الصناعة ولعب دور مهم في تحقيق الرؤية المستقبلية.
خلال لقائه الشيق مع “مجلة التجارة” يأخذنا السيد خالد تميرك، الرئيس التنفيذي لمجموعة باسمح التجارية، في رحلة بدأها الشيخ أحمد سعيد باسمح -مؤسس المجموعة- منذ 75 عامًا بمتجر صغير أُنشئ على قيم العمل والشعور بالانتماء ليشكل اليوم أحد أكبر الكِيانات التجارية السعودية في مجال التوزيع في آسيا… رحلة بدأت فامتدت لأجيال تحقق تطورًا مُستندًا إلى منظومة من القيم الراسخة والرؤى الثاقبة… رحلة امتدت لـ 75 عام ويأمل تميرك أن تمتد لـ75 غيرها في آفاق رحبة عالميًا ومحليًا… تناول حوارنا نقاط حيوية منها الاهتمام بالأفراد وتجربة تأسيس العلامات التجارية ومواجهة التحديات.
تميرك في سطور…
أهلًأ بكم… أنا خالد تميرك، وُلدت في جدة ودرست بها حتى الثانوية، أكملت دراستي الجامعية في أمريكا لمدة 7 سنوات وحصلت على شهادة البكالوريوس في مجال الهندسة الكيميائية من جامعة سياتل، وحصلت على الماجستير في هندسة الإدارة من جامعة جورج واشنطن.
انضممت لشركة بروكتر آند جامبل؛ الشركة الأمريكية الرائدة المعنية ببناء القيادات وتعزيز مهاراتهم التسويقية، وأثناء عملي اكتسبت خبرة كبيرة خاصةً في بناء عدد من العلامات التجارية.
في عام 2005 استحوذت بروكتر آند جامبل على جيليت وأصبحت مديراَ لجيليت بمنطقة السعودية والخليج، ومن خلال العلاقات التي جمعتني بمجموعة باسمح انضممت للمجموعة عام 2007 كمدير عام لشركة قودي.
امتدت رحلتي مع قودي لمدة 11 عامًا كانت الشركة خلالها من أنجح العلامات التجارية في المملكة، وفي 2018 أصبحت الرئيس التنفيذي لمجموعة باسمح التجارية والصناعية فكان لهاتين التجربتين فضلهما فيما اكتسبت من خبرات، وبصفتي الرئيس التنفيذي للمجموعة عملت مع شركة باسمح التجارية لتوزيع السلع الاستهلاكية، وشركة المتخصصة لخدمات الأطعمة لتموين المطاعم والفنادق، وشركات أخرى للخدمات اللوجستية بالإضافة إلى شركة ثوكومان بجنوب أفريقيا.
وأتمتع بعضوية عدة مجالس إدارة منها: مجلس الصناعة بغرفة جدة وشركة نادي الاتحاد، وأنا شغوفٌ بقطاع الطعام حيث شاركت بتأسيس مطاعم وكامي المتخصصة في المطبخ الياباني.
بناء العلامات التجارية وإدارة التحولات؛ هو شغفي الحقيقي منذ أن بدأت العمل مع بروكتر آند جامبل، حيث اكتسبت الخبرة الواسعة في إدارة القيادات وتوجيهها وإدارة التحولات، وقد شهدتْ- وتشهد اليوم- مجموعة باسمح تحولات كبيرة..نتطلع من خلالها لتحقيق نجاحات أكبر معًا بإذن الله.
رؤية المؤسس الواضحة
- ما القصة وراء إنشاء مجموعة باسمح؟
إن كنا نحتفل اليوم بمرور 75 عامًا على تأسيس مجموعة باسمح التجارية فإنه من الأحرى أن نذكر فضل – الشيخ أحمد سعيد باسمح (رحمه الله)، هذا الرجل الشغوف الذي كان يسعى دومًا لتقديم أجود المنتجات للمستهلكين، قد تبدو البداية متواضعة بمتجر صغير يملكه لكن وبفضل حرصه واهتمامه بتقديم الجودة والتميز استقطب الشيخ أحمد باسمح علامات تجارية معروفة مثل نيدو ونسكافيه وأقام شراكة مع نستله، ومن ثم قام بصنع علامته التجارية الخاصة والمتميزة ليصبح بذلك وجهة للعديد من الشركات المعروفة مثل: جنرال ميلز الأمريكية وإس سي جونسون للمنظفات.
اتسمت رؤية الشيخ أحمد باسمح بالوضوح فاهتم بمسألة تقديم أفضل المنتجات عالية الجودة، وحرص على الاستمرارية والاستدامة في تقديم هذه المنتجات في ظل تمسكه بالقيم العالية في التعامل وبناء الشراكات والعلاقات.
وقد نشأنا في ظل هذه المبادئ التي تعلمناها من باسمح منذ بداية الرحلة وما زلنا نعمل في ظلها، فترانا نكمل المسيرة محافظين على هذا النهج الذي توارثناه من المؤسسين والأبناء ومجلس الإدارة.
ولنجاحات باسمح وإنجازاتها بصمة راسخة في المملكة، واليوم نواصل رحلة النجاح بعملنا معًا وبالسير على الدرب الذي رسمه المؤسسون في ظل التزامنا بالقيم والاستمرار في تقديم أفضل المنتجات للمستهلكين.
تحققت رؤية المؤسس وأنشأ علامته التجارية المحلية الخاصة “قودي” والتي بدأت أعمالها في 1969 فقدمت للمستهلك السعودي منتجات جديدة مثل: زبدة الفول السوداني والمايونيز فأحدثت تحولًا كبيرًا في السوق المحلي.
واليوم تواصل مجموعة باسمح هذا الإرث من الابتكار والجودة، فنعمل معًا لنحقق نجاحات مستقبلية مستندين إلى ما تعلمناه من قيم المؤسس، إذ تُعد باسمح التجارية إحدى أكبر ثلاث شركات للتوزيع في قطاع الأغذية بالمملكة، وهي إحدى أكبر عشر شركات في هذا المجال في آسيا، وتلك إنجازات تُنسب لباسمح وللبلاد لكونها شركة سعودية.
آلية العمل والبيئة المحفزة لتحقيق التميز
- حدثنا عن الإنجازات وقصص النجاح الملهمة التي شهدتها خلال الرحلة؟
كان تأسيس العلامة التجارية قودي من أهم إنجازاتنا في باسمح، وقودي هي وليدة رؤية مختلفة وشجاعة تم تبنيها من خلال كل من الشيخ أحمد باسمح، والشيخ علي باسمح منذ 55 عامًا في وقت كانت أغلب الشركات تكتفي بتوزيع ما ينتجه الآخرون! فأرادو أن يؤسسوا علامة تجارية خاصة بهم تعكس شغفهم ليقدموا للمستهلك خدمة تتميز بالابداع.
واليوم يقترن اسم قودي بالريادة في تقديم أغلب المنتجات مثل: المكرونة والتونة والمايونيز وزبدة الفول السوداني وأصناف أخرى هي الأولى في السوق. وبحسب أبحاث كنتار فإن قودي هي العلامة التجارية الغذائية الثانية الأكثر اختيارًا في المملكة لأربع سنوات متتالية، وهي بذلك رمز للجودة والإبداع وعلامة فارقة في مسيرة شركة باسمح الطويلة والمتميزة.
ويعُج تاريخ مجموعة باسمح بغير ذلك من الإنجازات الملهمة ومنها تحقيق الريادة في مجال الصناعة، فكان شيخنا المؤسس من الرواد المعروفين في الصناعة المحلية وكانت قودي من أوائل الشركات التي أدخلت صناعة المكرونة إلى المملكة ناهيكم عن بنائنا لعلامات تجارية قوية صارت عالمية تُصدر للخارج ومنها “كوفيك” التي بدأت في الانتشار في سوق القهوة، و”تريفا” التي تعمل في نفس مجال صناعات قودي ولكن بمستوى مختلف، والتي تشبه في حجمها قودي قبل 15 عامًا.
وقد توسعنا في أعمالنا وصولًا إلى جنوب إفريقيا من خلال شركة ثوكمان والتي تُعد من الشركات المنافسة في السوق وذلك إنجاز آخر لباسمح.
ولا ننسى ما حققته شركة SFS من نمو سريع بعد استهدافها الريادة في مجال الخدمات الغذائية في ظل دعمها لرؤية الحكومة في مجال الترفيه والسياحة.
ولأن بيئة العمل الصحية والمحفزة هي أساس النجاح فإن مجموعة باسمح تتمتع ببيئة عمل تُعد الأفضل محليًا وإقليميًا وذلك أيضًا إنجاز كبير للمجموعة.
كما أن رؤية الشباب السعودي المنافس للشركات العالمية هو أيضًا إنجاز بحد ذاته يعكس نجاح المملكة وطموحات شبابها بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي، كما يعكس توسعنا ونجاحنا كمجموعة الرؤية والالتزام اللذان نحرص عليهما لتحقيق المزيد من الإنجازات المستقبلية.
ويُعد تعزيز مفهوم الابتكار عبر حاضنة الأفكار التي أسّسناها في مجموعة باسمح من ضمن تلك الإنجازات؛ حيث نحتضن الأفكار والمشاريع الصغيرة الجديدة داخليًا وخارجيًا لنقدم الدعم والاستثمار لهذه الأفكار لنحقق النمو المستدام مستقبلًا.
وللتأكيد… قد تكون آلية العمل وحالة الترابط بين أفراد الفريق والبيئة المحفزة والمعززة للنمو أهم ماحققناه من إنجازات؛ فهي أهم عامل مطلوب لخلق أي إنجاز كبير آخر، لم يكن نجاح مجموعتنا بمحض الصدفة؛ بل هو وليد رؤية واضحة وشغف ملهم وعمل دؤوب، والأهم من ذلك الإحساس بالانتماء وروح الأسرة الواحدة التي تغمر جميع أفراد المجموعة.
الحمد لله… نشعر بالفخر لانتمائنا لهذه المنظومة ولإسهامنا في هذه الحركة الاقتصادية الرائعة.
التغيير هو الثابت الوحيد
- ما أهم التحديات التي واجهت المجموعة؟
كانت أزمة كوفيد-19 من التحديات التي واجهناها بشكل جماعي نفخر به، كانت مرحلة صعبة للغاية! كان المشهد ضبابيًا للعالم بأسره، وبما أن “الضربة التي لا تكسر ظهرك تقويك” فقد كانت هذه النقطة مهمة جدًا، أثبتت لنا- قبل أي أحد آخر- قوة فريقنا وأسسنا.
أنا فخور جدًا بالمجموعة وبفريق عملنا؛ فمن خلال المشاركة الممتازة والترابط القوي بين الأفراد، وبفضل الدعم والإمكانات التي أتاحها الملاك، تمكنَّا من عيش القيم الحقيقية للشركة، مررنا بصعوبات كثيرة وأحداث مؤلمة، ولكننا أثبتنا أن الاهتمام الكبير بالأفراد وسلامتهم يُعد من قيمنا الأساسية التي تجلت خلال الجائحة فأظهرت ترابطنا وقوة الأسس التي نرتكز عليها، والحمد لله فقد ازداد تكاتفنا وتضاعفت قوتنا وحظينا بمناعة أقوى لمواجهة ما قد يلي الجائحة من تحديات.
- هل ساعدتكم أزمة كوفيد-19 في إنجاح التحول الرقمي؟
في الحقيقة، بدأنا التحول الرقمي قبل أزمة كوفيد-19 وكأننا كنا نستعد لمواجهة هذه الأحداث، خلال الجائحة تزايدت الضغوطات بشأن الأمن الغذائي ووصول المنتجات للمستهلكين بيد أن هذا التحول الذي بدأناه بجهود جماعية قبل الأزمة ساعدنا كثيرًا في تلبية طلبات العملاء بسرعة وفعالية ومكّننا من تلبية احتياجات المستهلكين بشكل فوري.
خلال الأزمة واجهت العديد من الشركات تحديات كبيرة لكننا وبفضل علاقاتنا المحلية والدولية القوية تجاوزناها، بل كانت فترة كوفيد-19- وحتى اليوم- من أنجح سنواتنا الفعلية من حيث الأرقام، وفي رأيي كان ذلك لأننا حينها لم نهتم بالأرقام، بل بدورنا كشريك فعال للدولة لتوفير الغذاء وسلامته وتقديم الخدمة بأفضل صورة، وباقتران سلامة النية مع القيم القوية تُولد من رحم المعاناة إنجازات عظيمة.
وللعلم لم تنته تلك التحديات بانتهاء أزمة كورونا حيث يحمل لنا كل عام تحدياته الجديدة، فقد واجهنا تحديات باندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا فتأثرت جميع القطاعات- بما في ذلك قطاع الأغذية- وارتفعت تكاليف النقل والديزل.
لكننا أدركنا اليوم أن التغيير هو الثابت الوحيد في هذه الحياة ولا يعني ذلك أننا لا نتأثر به، بل بالعكس، إن التغييرات هي الثوابت الجديدة، وأصبح كيفية التعامل معها جزءًا أساسيًا من استراتيجيتنا.
قيم راسخة ورؤية تطوير وابتكار
- ما هي العناصر الأساسية التي مكَّنت مجموعة باسمح من تحقيق أهدافها ووضعك حيث أنت اليوم؟
عملت لما يقرب من 18 عامًا مع مجموعة باسمح وتعلمت خلالها الكثير، وأتشرف بأن أكون فردًا من هذه العائلة، قبلها عملت لـ 10 سنوات مع بروكتر آند جامبل وتعلمت الكثير أيضًا، لكن تجربتي في باسمح كانت بمثابة مدرسة حقيقية تتلمذت فيها على يد الشيخ علي باسمح والشيخ سالم باسمح، حفظهم الله، وكذلك الأبناء.
حسن معاملة الناس…
أول قيمة تعلمتها وهي أهم أسباب نجاحنا، رأيت كيف يتم التعامل مع تجّار الجملة ممن بُنيت العلاقات معهم منذ أمد بعيد ليس بصفتهم تجار وموردين بل أهل وأصدقاء، وحتى اليوم فإننا كإدارة تنفيذية نتلقى توجيهات للحفاظ على هذه القيمة؛ فالجيل الجديد قد يهتم بالأرقام ويغفل عن هذه القيم، تعلمنا أننا نتعامل مع بشر وليس مجرد كِيانات، وقد شهدتُ مواقف كثيرة مرّ فيها بعض من نتعامل معهم بأزمات وصعوبات، وكانت توجهاتنا وسياساتنا دائمًا هي مساندتهم؛ فهم أهلنا وعلاقتنا مع التجار والعملاء هي علاقة صداقة وأخوة وعائلة، وليست مجرد علاقات تجارية.
المحافظة على القيم والمبادئ…
تعلمنا منهم أهمية المحافظة على القيم والمبادئ في كل تعاملاتنا، وبالحديث مثلًا عن التسويق أو الإعلانات فثمة تعليمات واضحة نتلقاها للمحافظة على القيم والمبادئ التي نؤمن بها وتحترمها إعلاناتنا دائمًا، وبالنسبة لي أسمي هذا بالبركة، فهذا الأمر يغرس فينا أن الرزق والبركة ينبعان من الالتزام بمبادئنا والحرص عليها، والمبادئ بشكل عام هي جزء أساسي من هوية باسمح وليست مجرد كلام، بل حقيقة نعيشها يوميًا، وبنظري هي من أسباب نجاح مجموعة باسمح.
التطوير المستمر والابتكار...
منذ نشأة المجموعة ونحن نُولي مفهومي التجديد والتطوير اهتمامنا البالغ ساعين دائمًا إلى التميز، ولذلك فقد كان إدخال منتجات جديدة مثل زبدة الفول السوداني والمايونيز والمكرونة قبل 50 عامًا إلى المملكة أشبه بالمغامرة؛ فتلك منتجات لم تكن معروفة ولم يكن عليها إقبال يُذكر حينها، لكن كان هناك حرص على إدخال المنتجات المميزة التي تضيف للسوق.
الاهتمام بالأفراد…
تتعلق القيمة الأخيرة بالاهتمام بالأفراد كأساس للنجاح؛ فنجاح أي منظومة يعتمد على حجم اهتمامها بأفرادها وببيئة العمل فيها وبتطوير هؤلاء الأفراد بشكل مستمر، نطمح- وتلك هي رؤيتنا- لأن نكون المجموعة الرائدة في الشرق الأوسط وإفريقيا في ابتكار ممارسات خلاّقة لتعزيز تطور موظفينا وشركائنا، والحمد لله، يضم فريقنا أفرادًا أمضوا عمرًا معنا في سعادة، وهؤلاء الأفراد يشعرون بالتقدير والتطور في مسيرتهم المهنية وبأنهم ينتمون إلى هذه المنظومة كجزء من عائلة واحدة.
- بلا شك مرت مجموعة باسمح بتحديات وتغيرات مختلفة على مر السنين، فكيف تكيفت المجموعة وتطورت لتظل دومًا في مشهد الأعمال المتغير باستمرار؟
يمكنني هنا أن أذكر مرحلة تكيفنا خلال أزمة كوفيد-19، لقد جعلتنا تلك التحديات أكثر مرونة وحثتنا على التركيز على الابتكار وبينت لنا أهمية التحول الرقمي فأصبح لدينا شغف أكبر لتحريك عجلة هذا التحول، واهتمام أكبر بالابتكار، بالإضافة إلى سعينا لتطوير موظفينا- حجر أساس نجاحنا.
“الحاجة أم الاختراع” وهذا ما تأكدنا منه خلال التحديات، هل نحن جاهزون لمواجهة التحديات؟ هل لدينا أفراد مؤهلون وقادرون على مواجهة التحديات بولاء؟ وكما أن فريق العمل هو أهم عنصر في هذه المعادلة فالتحديات أيضًا تتطلب أن تكون بيئة العمل جاهزة للتطوير السريع والحلول السريعة.
والتطور الرقمي ليس مجرد جهاز أو نظام، بل هو منظومة كاملة قِوامها الأفراد والتقنيات، وقد تعلمنا أيضًا أن التغيير السريع يتطلب جاهزية كاملة للتعامل مع المشكلات بشكل فوري وفعال.
علمتنا هذه التحديات أن نستثمر في المستقبل من خلال الأفكار الجديدة والابتكار؛ فإذا توقفت سوق معينة يتعين أن يكون هناك بديل، وتعلمنا أن نستثمر في إيجاد حلول مستقبلية، هذه هي العوامل الأساسية التي تمكننا من مواجهة التحديات والتكيف مع التغيرات.
- أين ترى مجموعة باسمح بعد مرور 75 عامًا أخرى؟
كانت الـ 75 سنة الماضية بكل إنجازاتها ملهمة للجميع؛ لنا كعائلة كبيرة ممتدة وللأجيال السابقة، لكن قبل أن أتحدث عن المستقبل أود التأكيد على نقطة مهمة وهي أننا ننطلق اليوم من قاعدة قوية تضرب بجذورها في الـ 75 سنة الماضية.
وبالحديث عن المستقبل فإننا نطمح إلى الاستمرار بنفس الشغف والقيم التي بدأنا بها، نبحث عن الفرص الجديدة سواء داخل السعودية أو خارجها ونعمل على تحقيق المزيد من التطوير الرقمي، نهتم بتطوير الخدمات التي نقدمها للعملاء، ونوسع قاعدة علاقاتنا وشركائنا فنضيف موردين جددًا، كما أننا نهتم جدًا بتقنيات صناعة الغذاء ونسعى للعب دور أساسي في النهضة التي تشهدها المملكة.
نريد للعالم أن يشهد ما تخطه المملكة من نجاحات، فعندما أتحدث عن رؤيتنا أستذكر شركات مثل بروكتر آند جامبل ويونيليفر وبيبسي، وهي شركات عالمية بدأت من الخارج، فلماذا لا تبدأ قصة نجاحنا من هنا؟ من السعودية؟ نطمح أن تحتل مجموعة باسمح مكانة تنافسية في الأسواق العالمية.
قمة قصة أود مشاركتها: تأسست شركة آبل في الثمانينيات أي أن مجموعة باسمح تكبرها عمرًا، بيد أن نجاح آبل وتطورها كان ملحوظًا، وهذا يؤكد أن النجاح ليس مقرونًا بالعمر أو بعدد السنوات، بل بالرؤية والشغف.
لذا، ما الذي يمنع مجموعة باسمح من أن تكون كِيانًا رائدًا وعالميًا؟ لدينا القيادات ويملؤنا الشغف ونملك الرؤية وتحكمنا قيمنا العالية، إننا نطمح إلى حمل هذه الرسالة ونشرها حول العالم وذلك من خلال الالتزام بالنقاط والقواعد التي تحدثنا عنها.
- كيف ترى مساهمة مجموعة باسمح في تحقيق رؤية المملكة 2030؟
بالنسبة لي، لكل شركة ومؤسسة دورها المنوط بها في تحقيق رؤية المملكة 2030، ودورنا في هذا الأمر واضح لأن هناك العديد من جوانبها التي نساهم فيها كمجموعة:
من ناحية ازدهار الاقتصاد: الحمد لله، اليوم تُعد مجموعتنا رائدةً في هذا المجال، ونسهم في الازدهار الاقتصادي في المملكة العربية السعودية من خلال منتجاتنا وخدماتنا المتنوعة، والتعامل مع مجموعة متنوعة من العملاء.
بالنسبة للاستدامة: بصفتها أحد أهداف الرؤية فإن شركة باسمح- والحمد لله- قد ساهمت طوال رحلتها الممتدة لـ 75 عامًا في إثراء الاقتصاد وتعزيز مفهوم الاستدامة وذلك من خلال إدارتها للموارد، وعند الإشارة للموارد فلا يمكن أن نغفل عن النظر إلى موظفي المجموعة وعائلاتهم بصفتهم جزءًا من هذا المفهوم الذي يمتد ليشمل جوانب الحياة كافة.
أما بالحديث عن هدف خلق مجتمع طموح: فهو مهم جدًا لنا حيث نحن نسعى دومًا لبث روح الطموح وجعل الأمر جزءً من أهدافنا وثقافتنا، وتتسم رؤية مجموعة باسمح في تمكين قصص النجاح المحلية لإلهام الأجيال القادمة بالوضوح، ونهدف إلى مد المجتمع بشباب سعودي طموح يملؤه الشغف. وفي الوقت نفسه يُعد تمكننا من خلق نماذج وقصص تنقل هذا الشغف والطموح للآخرين- حتى خارج شركتنا- في حد ذاته مشاركةً مهمةً منّا في هذه الرؤية الملهمة والطموحة.
- كيف تتوافق توجهات مجموعة باسمح مع رؤيتك وقيمك الشخصية؟
هناك كثير من القيم التي أتقاسمها مع المجموعة، القيم التي ذكرتها سابقا أدّت لنجاح المجموعة من نواحي كثيرة أؤمن بها، وأنا فخور جدًا بأن أكون ضمن فريق مجموعة باسمح، وأتمنى أن نستمر معًا في هذه المسيرة الجميلة بإذن الله تعالى.
المعرفة، المبادرة، والانضباط.. مفاتيح النجاح القيادي
- هل هناك أمر تود إضافته؟
تلخيصًا لما ذكرت فإن من ضمن القيم المهمة الاهتمام ببيئة العمل وبالأفراد؛ فهذان العاملان أساس نجاح أي منشأة، إذا كنت تملك الفريق الصحيح- الفريق القوي الذي قد يكون أقوى منه- فمن شأن ذلك أن يقودك للنجاح والتطوير، فللاستثمار الصحيح في الأشخاص مردودات قوية جدًا؛ لأن الاستثمار في الأفراد يمكن أن يكون أهم من الاستثمار في المصانع أو الآلات.
إحدى القواعد الأساسية والتي أكررها دومًا هي أنه يتعين على أي قائد- سواء في مجموعة أو في المنزل أو في الشركة- أن يحرص على ثلاثة أشياء مهمة جدًا:
أولًا، اكتساب المعرفة. عند دخول شخص لبيئة عمل جديدة ليكون جزءًا من منظومة جديدة فإنه يتعين عليه أن يبحث عن المعرفة بنفسه، فلا يعتمد أن تقدم له الشركة أو المدير كل المعلومات، بل يتعين عليه أن يكون شغوفًا فيبحث عن المعلومات.
ثانيًا، التحلي بروح المبادرة. المبادر هو شخص مميز، والمبادرة تعني التغيير بإيجابية وتقديم الحلول حين تواجه مؤسستك التحديات، المبادرات مهمة جدًا وأشجع الشباب دومًا ليكونوا مبادرين.
أخيرًا، الانضباط والاستمرارية. يتعين على القائد الناجح أن يكون منضبطًا في كلامه وفي مظهره وفي مواعيده وفي أدائه؛ فالشركات الناجحة تتسم بأدائها المستقر غير متأثرة بالمعوقات الطارئة، الانضباط هو جزء أساسي من النجاح.
أحب دومًا مشاركة خبراتي مع الآخرين، فقد يغرس شخص كلمات طيبة في مكان ما ليجد أثرها لاحقًا وقد تحقق في نجاح الأفراد والمشاريع، الكثير من الشباب الذين عملوا معنا وصلوا إلى مناصب مهمة، هناك كلمات قد تغير مسار حياتك، لذا من المهم جدًا أن نكون حريصين على تقديم النصائح المفيدة والدعم للشباب.
وبالحديث عن القادم وأهمية الصناعة فإنه من الضروري- في مجموعة باسمح- أن نستعد لنكون سباقين في هذا المجال ولأن نلعب معًا دورًا مهمًا في تحقيق الرؤية المستقبلية.