أعلنت شركة إعمار المدينة الاقتصادية (“إعمار” أو “الشركة“)، المطور الرئيس لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية (“المدينة“)، اليوم عن استراتيجية تحوليّة الصادرة مؤخراً من مجلس إدارة الشركة والمواءمة لرؤية السعودية 2030. حيث سيتم تمكين هذه الاستراتيجية من خلال خطة إعادة هيكلة المركز المالي بحجم 8.7 مليار ريال سعودي، والتي ترتكز على إعادة هيكلة جميع التسهيلات البنكية لدى الشركة بقيمة 3.8 مليار ريال سعودي وتحويل كامل ديونها المستحقة لصندوق الاستثمارات العامة بقيمة 4.0 مليار ريال سعودي إلى أسهم رأس المال، وقرض مساهم جديد قابل للتحويل لأسهم رأس المال بقيمة تصل إلى 1.0 مليار ريال سعودي من صندوق الاستثمارات العامة. إضافةً إلى ذلك، ستسعى الشركة لتخفيض رأس مالها لإطفاء جميع خسائرها المتراكمة. تم تطوير خطة إعادة هيكلة المركز المالي بناءً على تقييم وتحليل واسعين خلال العامين الماضيين، وهي تهدف إلى توفير حل شامل لإعادة الاستقرار لوضع الشركة المالي والتشغيلي، ولتحسين هيكل رأس المال وإرساء أساس متين لخلق القيمة وتعظيمها على المدى الطويل لمساهميها وعملائها وأصحاب المصلحة على نطاق واسع.”
خطة إعادة هيكلة المركز المالي توفر منصة للتحول الشامل
تعزز خطة إعادة هيكلة المركز المالي علاقة الشركة القوية مع أصحاب المصالح الرئيسيين، من ضمنهم (أ) صندوق الاستثمارات العامة بصفته أحد كبار مساهميها و (ب) مموليها من البنوك (مصرف الإنماء، البنك السعودي الأول، البنك السعودي الفرنسي، والبنك الأهلي السعودي). وتتكون خطة إعادة هيكلة المركز المالي من أربعة عناصر رئيسية، يقدم كل منها فوائد مستقلة ومنفصلة للشركة:
- إعادة هيكلة وتوحيد جميع التسهيلات الائتمانية القائمة للشركة مع بنك الإنماء والبنك السعودي الأول والبنك السعودي الفرنسي والبنك الأهلي السعودي (ويشار إليهم مجتمعين بـ “البنوك“)، بإجمالي 3.8 مليار ريال سعودي. وستتم إعادة جدولة سداد القروض لتتوافق مع الخطط الاستثمارية للشركة واستراتيجية التحول والسيولة النقدية، حيث تم توحيد تلك القروض تحت اتفاقية تسهيلات جديدة مشتركة مع البنوك ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
- تحويل ديون قائمة بقيمة 0 مليار ريال سعودي إلى أسهم، منها 2.9 مليار ريال سعودي تسهيلات من وزارة المالية التي تم تحويلها مؤخرًا لصالح صندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى قرض مساهم بقيمة 1.1 مليار ريال من الصندوق. سيؤدي هذا التحويل إلى تعزيز رأسمال الشركة وخفض المديونية القائمة في الميزانية العمومية بشكل كبير وتقليل تكلفة التمويل.
- قرض مساهم جديد قابل للتحويل لأسهم بقيمة تصل إلى مليار ريال سعودي من صندوق الاستثمارات العامة لتعزيز السيولة النقدية للشركة عند الحاجة وتوفير التمويل اللازم على المدى القصير والمتوسط، للاستثمار في مبادرات نمو حيوية وتحولية، كونها عوامل أساسية لنجاح تحول الشركة.
- تخفيض رأس المال لإطفاء الخسائر المتراكمة على الشركة دون التأثير سلباً على سير العمليات. حيث يهدف هذا التخفيض إلى توفير الاستقرار للمركز المالي للشركة وتحسين الميزانية العمومية مما يتيح فرصًا أكبر للنمو المستقبلي.
وتجدر الإشارة إلى أن تحويل الديون وتخفيض رأس المال خاضعان لموافقة الجهات التنظيمية وموافقة المساهمين، في حين أن الاتفاق على إعادة هيكلة وتوحيد التسهيلات الائتمانية الحالية وقرض مساهم جديد من صندوق الاستثمارات العامة هو عبارة عن اتفاقات غير ملزمة تمت مع الأطراف المعنية وتخضع لإتمام وتوقيع الاتفاقيات النهائية الملزمة مع تلك الأطراف. وستقوم إعمار بالإعلان عن المستجدات والتطورات في حينها.
التركيز الاستراتيجي: التوافق مع رؤية السعودية 2030 من خلال تعزيز القطاعات الرئيسية للتطوير
إن خطة إعادة هيكلة المركز المالي ستمكّن الشركة من التركيز على أولوياتها الاستراتيجية لها وللمدينة الملك عبد الله الاقتصادية، والتي تشمل الأعمال الصناعية واللوجستية، والقطاعات غير الصناعية القائمة على التكنولوجيا، والسياحة، والعقارات السكنية. ومع استمرار تطوير الاستراتيجية لاستغلال الفرص السوقية المتجددة، ستعطي الشركة الأولوية لتطوير نظام جاذب للأعمال الصناعية واللوجستية وغير الصناعية من خلال تطوير مرافق وخدمات متخصصة لكل قطاع. ففي مجال السياحة، ستركز الشركة على تحسين جودة وتنوع الخدمات وتجربة العميل، وجذب الفعاليات، وتطوير عروض ترفيهية متنوعة، وتعزيز مكانة المدينة كوجهة محلية وإقليمية رئيسية للزيارة. أما في مجال العقارات السكنية، فستهدف الشركة إلى توفير مجموعة من خيارات السكن عالية الجودة تناسب شرائح السكان المتنوعة مع ضمان تقديم بنية تحتية وخدمات اجتماعية متميزة.
الأسس الرئيسية لتحقيق الأولويات الاستراتيجية
تتركز الأولويات الاستراتيجية للشركة في قطاعي العقارات والعمليات على حد سواء. وتتمثل الركائز الاستراتيجية الثلاث لأعمال العقارات للشركة في التطوير الرئيسي للمدينة، وتطوير العقارات، وإدارة الأصول. وفي إطار هذه المجالات، ستركز الشركة على جذب والاحتفاظ بمطوري ومستثمري العقارات المعروفين وتنفيذ خطة تطوير رئيسية أكثر كفاءة وتحسيناً لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية. ستقوم الشركة بتنفيذ مشاريع رئيسية منتقاة بمفردها أو بالتعاون مع شركاء آخرين، كما ستقوم بتطوير المخزون العقاري الحالي لتحقيق العوائد المرجوة، وتحسين أدائها من خلال الشراكة مع مشغلين رائدين. وفيما يتعلق بعمليات الوادي الصناعي والمنطقة الاقتصادية الخاصة، ستسعى الشركة للاستفادة من وجود مستأجرين بارزين لجذب المزيد من الأعمال في الوادي الصناعي.
سيركز التوجه بعيد المدى على التحول والنمو من خلال تحقيق تدفقات نقدية إيجابية مع الاستثمار في المشاريع السكنية وتنمية أعمال إدارة الأصول بهدف تحقيق إيرادات مستدامة الأداء. وتعطي شركة إعمار الأولوية للاستمرار بتحسين خدمات مدينة الملك عبد الله الاقتصادية مع التركيز بشكل خاص على خدمات البنية التحتية، لتتيح للمستثمرين فرص الإنشاء والاستثمار في المشاريع، والمساهمة في نموذج تشغيل أكثر استقرارًا وكفاءةً.
وعلَق الأستاذ فهد السيف، رئيس مجلس إدارة شركة إعمار المدينة الاقتصادية:
“تقف شركة إعمار المدينة الاقتصادية، عند نقطة تحول مفصلية إذ نتحول من فترة انتقالية إلى فترة تتيح لنا العديد من الفرص. ان تنفيذ خطة إعادة هيكلة المركز المالي، والتي تدعم الاستراتيجية الصادرة من مجلس إدارة الشركة، ستمكن الشركة من الاستفادة من الفرص المتاحة لمواءمة توجهها مع رؤية السعودية 2030. وتوفر هذه الخطط خارطة طريق للنمو المستدام تركز على إطلاق الإمكانات الكاملة لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية وتعزيز استدامة أعمالنا. نحن نمهد الطريق للتحول – الذي لن يؤدي فقط إلى خلق القيمة، بل سيعيد تعريف دورنا في المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030.”
من جهته، قال الاستاذ عبد العزيز إبراهيم النويصر، الرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية:
“يعد تنفيذ خطة إعادة هيكلة المركز المالي لحظة فارقة. إذ أن هذه الخطة المصممة بدقة لا تسهم فقط في تحسين ميزانيتنا العمومية، بل تمهد لنا الطريق لاغتنام الفرص بشكل أسرع وأفضل. وبينما نعمل استراتيجياً على تعديلِ وتنظيمِ هيكلنا المالي، فإن هدفنا واضح وهو تحسين نسب الرفع المالي وتحقيق نجاحات مالية مستدامة بشكل عام”.
وفي نفس الوقت، جاري العمل على تقييم عدد من التدابير الهيكلية والوظيفية الإضافية لتعزيز عودتنا إلى وضعٍ ماليٍ أفضل بشكل عام، مع تعزيز علاقاتنا الرئيسية مع مختلف الأطراف المعنية، بالإضافةِ إلى تحديث استراتيجيتنا بعيدةِ المدى بشكل دوري لتمهيد خارطةِ طريقٍ واضحة بهدف إحياءِ قدرةِ الشركة على تحقيق مهمتها الأساسية في تطوير هذا الكيانِ العقاري الاستثنائي وتوفير قيمة للمساهمين”.
نظرة مستقبلية
تواءم خطط شركة إعمار المدينة الاقتصادية ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية وقطاعاتها وأعمالها مع البرامج والمبادرات التحولية لرؤية السعودية 2030 وكافة أصحاب المصلحة، مما يموضع كلاهما كمنصات ديناميكية طموحة وقادرة على دعم تنفيذ رؤية المملكة 2030. ومن المتوقع أن تعزز المنطقة الاقتصادية الخاصة الواقعة ضمن نطاق المدينة من قدرتها على جذب الأعمال ونمو الكثافة السكانية. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يدعم تطوير ميناء الملك عبد الله الواقع داخل المدينة نموها لكونه مركزاً بحرياً هاماً للمملكة والمنطقة الإقليمية بأسرها، ويُتوقع أن يحقق تأثيرًا إيجابيًا غير مباشر للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالمدينة والتي تقع ضمن الوادي الصناعي. كما عززت الشركة كوادرها البشرية عبر استقطاب كفاءات غالبيتها سعودية وذلك لتنفيذ استراتيجية مواءمة التوجه وذلك بقيادة الرئيس التنفيذي الأستاذ عبدالعزيز النويصر وباقي أعضاء الفريق.
وحالياً، تضم مدينة الملك عبد الله الاقتصادية عددًا من مصنعي السيارات الرئيسيين، وأحد أهم مصنعي أجهزة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء في الشرق الأوسط، والذي يُصَدِّرُ منتجاتِهِ إلى العالم عَبر ميناء الملك عبد الله، كما تعد مركزًا لعدد من شركات تصنيع الأدويةِ الرائدة في المنطقة. وتخطط المدينة لتقديم المزيد من المرافق للشركات الصناعية مستقبلًا، بما في ذلك المرافق اللوجستية والسكنية والتجارية، مما يعزز بيئة أعمالها ويدعم نمو شركائها.
تم الإعلان عن عدد من المشاريع البارزة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية مؤخراً، ومن بينها استاد مدينة الملك عبد الله الاقتصادية الرياضي الذي يتسع لـ 45,000 مقعد ومن المقرر افتتاحه بحلول عام 2032م، وقد استوحي تصميم هذا الاستاد من أنماط نمو وتكيّف الشعاب المرجانية في البحر الأحمر. وإلى جانب تخصيص استخدام الاستاد بشكل أساسي في فعاليات رياضة كرة القدم (بما في ذلك مباريات كأس العالم لكرة القدم لعام 2034م)، والحفلات الموسيقية، والمعارض، ستتوسع وظائفه وغايات استخدامه ليضم فنادق ومساحات للاستخدامات المتنوعة وعيادات رياضية، ما سيزيد بشكل كبير من إمكانيات مدينة الملك عبد الله الاقتصادية لتصبح وجهة عالمية للرياضة والترفيه والسياحة.
أما بالنسبة لقطاع الضيافة، فقد تم البدء بتنفيذ عدد من المشاريع والتي نذكر منها على سبيل المثال و ليس الحصر الشراكة المبرمة مع شركة ڤيڤيندا لإنشاء منتجع سياحي على الواجهة البحرية للمدينة و على مساحة تبلغ 29,000 متر مربع؛ و شراكة المدينة مع شركة إنڤي لتطوير وجهة جديدة على مساحة تبلغ 70,000 متر مربع والشراكة مع شركة إف تي جي للتطوير لتنفيذ مشروع ريكسوس الواقع على شاطئ الزمرد في حي المروج بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية والممتد على مساحة تشييد تبلغ 275,000 متر مربع، ومن المتوقع أن يستقبل المشروع ما يصل إلى 320,000 زائر سنويًا بعد فترة افتتاحه الاولية.
خلال النصف الأول من العام 2024م، حققت إعمار تقدمًا مهمًا في تطوير الأعمال بجذب قاعدة قوية من المستثمرين المحتملين في المدينة محققةً بذلك زخمًا قوياً. كما تستثمر الشركة في مشروع تطويري لتعزيز مبيعات وحداتها السكنية. وقد تم تطبيق عدد من ضوابط التكلفة وآليات لتحسين التكاليف خلال النصف الأول من العام 2024م، مما أسفر عن تحقيق وفورات في التكاليف التشغيلية المعتادة ومكّن الشركة من الاستثمار في عمليات تصحيح هيكلية لتحسين الأداء.
تم تعيين شركة موليس أند كومباني كمستشار مستقل لإعمار فيما يخص إعادة هيكلة مديونيتها، وشركة الأهلي المالية كمستشار مالي لتخفيض رأس مالها وتحويل الديون، ومكتب خشيم محامون ومستشارون كمستشار قانوني فيما يتعلق بجميع جوانب خطة إعادة هيكلة المركز المالي.