- التوجه نحو السيارات الهجينة والكهربائية قرار عالمي وهناك عوامل كثيرة ستجعله أكثر فعالية
- المملكة سيكون لها دور كبير لامتلاكها الأرضية الصلبة والمقومات المادية والقيادية سواء في القطاع العام أو الخاص
- اتبعنا خلال السنوات التسع الماضية خطط الشركة الأم ونجحنا في الكثير منه
التجارة -سبتمبر 2019
في أعقاب 9 سنوات قضاها في المملكة العربية السعودية رئيساً تنفيذياً لـ“شركة الجميح وشل لزيوت التشحيم المحدودة” يودع المهندس وقار صديقي المملكة بعد أن قررت الشركة تعيينه في منصب جديد لها بالأسواق العالمية لينقل تجربته الناجحة وخبراته التراكمية إلى آفاق جديدة لشركة شل.. اللقاء الوداعي الحصري الذي اختص به المهندس صديقي «الكندي الجنسية» مجلة التجارة جرى في مكتبه بمدينة الرياض قبيل مغادرة العاصمة السعودية.
أشار المهندس صديقي إلى أنه عاش أفضل سنين حياته العملية، معرباً عن خالص امتنانه لاحتضانه وأسرته طوال هذه المدة وعن سعادته الشديدة بالفترة التي قضاها في مدينة الرياض، متمنياً نجاح المملكة في تحقيق أهدافها الإستراتيجية في إطار رؤية 2030 والتي تشهد تغيراً جذرياً إيجابياً في العديد من المجالات، لاسيما الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن المستقبل سيكون للجيل الجديد من الشباب السعودي الذي سيتولى زمام المبادرة وإدارة التوجهات الحكومية بكثير من الحماس والطموح.
كيف تلخص 9 سنوات من حياتك في المملكة العربية السعودية؟
يضيق مقام الصفحات لاختزال مسيرة تسع سنوات من عمري العملي والاجتماعي التي قضيتها بالمملكة العربية السعودية خلال إدارتي لـ“شركة الجميح وشل لزيوت التشحيم المحدودة”، غير أن أقل ما يمكن أن يقال أنني سأفتقد كثيراً هذا البلد وخاصة مدينة الرياض، سأفتقد كثيراً الحياة الجديدة التي تعيشها المملكة، كنت أتمنى أن أبقى كي أكون شاهداً على التطور والتغيير الذي تشهده المملكة، لقد قضيت أوقاتاً سعيدة، اكتشفت ثقافات وأصدقاء كثر، إنني سعيد جداً بالفترة التي مكثتها هنا متنقلاً من مدينة لأخرى، لن أنس المملكة ولن أنس أهلها.
ما هي أبرز التحولات التي تعاملتم معها خلال إدارتكم للشركة؟
عندما نتحدث عن الأعمال وتطورها بالمملكة، أريد أن أوضح شيئاً مهماً؛ وهو أن شل شركة عالمية ومن أكبر الشركات تصنيفاً بالعالم، عندما نتحدث عن المتغيرات بالسوق المحلي لابد أن تكون هذه المتغيرات مرتبطة بخطط شل وإستراتيجيتها العالمية ونحن خلال السنوات الـ9 اتبعنا خطط الشركة الأم ونجحنا في الكثير منها، وباختصار فإن أهمها كانت توقيعنا عقد رعاية المنتخب السعودي لكرة القدم عندما تأهل إلى نهائيات كأس العالم، كانت هذه من أبرز التحولات خلال الفترة التي قضيتها بالمملكة.
ما هي أهم القرارات التي أسهمت باتخاذها وكان لها دور في الارتقاء بأعمال الشركة ورفع مستوى أدائها؟
عندما نتخذ قراراً ما في الشركة علينا أن نتبع الإجراءات العالمية، لاسيما أن هناك متغيرات كثيرة تحصل في الأسواق العالمية على صعيد أسعار النفط والمشتقات البترولية، وعندما نضع الخطط علينا أن نأخذ بعين الاعتبار تقسيم الخطة إلى قسمين، الخطة الأولى قصيرة المدى ولا تتجاوز 3 سنوات، أما الثانية فهي خطة طويلة المدة تتراوح ما بين 5 إلى 9 سنوات وحتى نضمن نجاحها من جميع الجوانب، لقد قمنا بتوقيع عقود شراكات مع الكثير من وكلاء السيارات لتوريد زيوت شل، والتوسع بأعمال الشركة، إلى جانب رفع مستوى توطين الوظائف، وهذه من أهم القرارات التي اتخذت من قبل إدارتي خلال 9 سنوات.
بماذا تتميز سوق زيوت التشحيم في السعودية؟
سوق استهلاكي بامتياز سواء في قطاع الصناعة، السيارات، والنقل، وهو يتمتع بكثافة المنتجات وتنوعها بالإضافة إلى أن هناك منافسة قوية جداً، وعدد من المصانع الكبيرة التي تسهم بتلبية احتياجات السوق، كما أن السوق السعودي يتميز بقدرته على التصدير خارج المملكة.
كيف ترون ثقافة المستهلك بالمملكة فيما يخص زيوت التشحيم؟
بكل صراحة مازال المستهلك السعودي بحاجة إلى توعية، نحن دائماً نوجه حملاتنا التسويقية إلى المستهلك بشكل مباشر لتوعيته أولاً بأهمية الزيت بالنسبة لأعماله وهذا ما يجب على الآخرين القيام به.
ما الدور الذي لعبته شركة ” الجميح وشل لزيوت التشحيم المحدودة ” للحد من مشكلة الزيوت المغشوشة التي تعاني منها أغلب الشركات المنتجة؟
بالفعل هذه المشكلة أضرت كثيراً بصناعة وإنتاج زيوت التشحيم وبالاقتصاد الوطني والبيئة وغيرها، ونحن بـ“شركة الجميح وشل لزيوت التشحيم المحدودة” لعبناً دوراً مهماً بصفتنا أعضاء لجنة منتجي زيوت التشحيم، وقد وضعنا مع بقية الشركات المنتجة وبالتعاون مع الجهات المختصة خططاً محكمة للتخلص من هذه الآفة وقد نحجنا إلى حد كبير في هذا المجال، ولكن مازال هذا الأمر بحاجة إلى خطة طويلة الأجل لمكافحته والقضاء عليه، لكن الأهم من ذلك توعية المستهلك بشكل مباشر وهذا من أهم النقاط التي يجب التركيز عليها في حملات الشركات المنتجة، وهو ما أوصي به في اجتماعاتي مع الإدارة وفريق العمل ومع لجنة منتجي الزيوت.
هل ستنقل تجربتك إلى الأسواق الجديدة التي ستعمل فيها؟
دون شك سيكون لتجربتي بالمملكة العربية السعودية والسنوات التي قضيتها في تطوير أعمال شل جزءاً من خطتي وعملي، ولكن علينا أن ننتظر توجهات السوق الجديدة والأدوار المطلوبة مني لأنه بلا شك كل سوق له إستراتيجياته الخاصة، ولكن إستراتيجية شل العامة ستكون هي النقطة التي سننطلق منها.
تعيش المملكة تجربة تغيير فريدة من نوعها على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.. ما توقعاتكم لمدى التأثير على السوق؟
في الحقيقة أنا سعيد جداً بهذه التغييرات الإيجابية وهي دون أدنى شك لصالح المواطن السعودي والاقتصاد الوطني، وأتوقع أن تصبح الحياة في المملكة مختلفة تماماً، شهدنا الكثير من الإيجابيات مع بدء تنفيذ رؤية المملكة 2030 وهذا سيكون عاملاً أساسياً سيتجسد بصورة أكبر مع استضافة المملكة للكثير من الأحداث العالمية وأهمها اجتماعات مجموعة العشرين في 2020، وهذه العوامل المؤثرة ستكون لها أصداء كبيرة محلياً وعالمياً.
كيف أسهمتم إبان توليكم إدارة الشركة منذ تأسيسها في توفير آلاف الوظائف والمشاركة في التوجه المستمر نحو التوسع الاقتصادي والنمو المستدام؟
منذ أن توليت إدارة الشركة وضعت خطة خاصة لاستقطاب الكوادر الوطنية للاستفادة من قدراتها ومهاراتها لصالح الشركة، وبالتالي تنمية هذه القدرات لرفع مستوى الإنتاجية وإكسابها الخبرات المطلوبة، ومن ثم فتح المجال لتولي أعلى المناصب القيادية، وأستطيع أن أؤكد لكم أن هذا الأمر تحقق بنسبة عالية.
في رأيك، هل ستكون التقنيات الجديدة في عالم السيارات من المحركات الهجينة والكهربائية فعالة وملائمة للسوق السعودي؟
التوجه للسيارات الهجينة والكهربائية قرار عالمي، ولاشك هناك عوامل كثيرة ستجعله أكثر فعالية، وبالنسبة للسوق السعودي فقد لاحظنا أن هناك توجهاً كبيراً على مستوى القطاعين الحكومي والخاص لمواكبة التغيير، وأؤكد أن المملكة سيكون لها دور كبير لأنها تمتلك كل المقومات المادية والقيادية والأرضية الصلبة سواء في القطاع العام أو الخاص.
الإنتاج الصناعي للوقود وإيجاد البدائل الملائمة للطاقة بات ضرورة ملحة.. إلى أي مدى تهتم شركة شل بهذه البدائل؟
لدى شركة شل برامج كثيرة مرتبطة بتطوير منتجاتها، حيث إن إنتاج الزيوت من الغاز الطبيعي أحد أهم التقنيات المستخدمة في مجال أعمالنا، كما أننا نسهم إلى حد كبير في تقنيات السيارات الكهربائية، ويرسل خبراء شل العالميين دائماً التقارير والتوصيات التي يتم وضعها لإيجاد بدائل للطاقة التقليدية.
ما الذي تحمله من ذكريات عن المملكة العربية السعودية وأنت تودعها؟
لدي الكثير من الذكريات بداية بالأصدقاء داخل نطاق العمل وخارجه، ومروراً بالمجتمع السعودي الذي أصبح أكثر انفتاحاً من ذي قبل، لذلك توسعت علاقاتي الاجتماعية وأيضاً عائلتي أصبح لهم أصدقاء كثر، ولا أنسى زملائي في العمل الذين شاركوني رحلة نجاحي خلال الفترة الماضي، وهي في مجملها تمثل لحظات وذكريات لا تتسع الصفحات لذكرها، لكن أقول لهم شكراً من القلب ونلتقي على خير دائماً.