- أشعر بالفخر بالرابط العميق الذي نشأ لديّ تجاه المملكة على مدى الـ 20 عامًا الماضية
- أطمح من خلال مسيرتي الناجحة في “ألستوم” لتزويد أجيال المستقبل بإرث عريق من الإنجازات
- ألستوم تدفع عجلة التنمية المستدامة في السعودية عبر مشاريع النقل العملاقة
- قطار الرياض عنوان للبنية التحتية الحديثة للنقل في المملكة
- تتولّى “ألستوم” مهام تشغيل وصيانة النقل الذاتي للركاب في مطار الملك عبد العزيز
- تعزيز سلاسل التوريد المحلية والابتكار وإقامة الشراكات المتكاملة مرتكزات استراتيجيتنا لقطاع النقل السعودي
- نملك خبرات عالمية لتوفير حلول للحدّ من الآثار البيئية وتحقيق نقلة نوعية في مجال النقل بالخطوط الحديدية
- نعمل على تعزيز قدراتنا التشغيلية بمشاريع كنظام النقل الذاتي للركّاب في جدّة وقطار الحرمين السريع
- نطمح لابتكار حلول رائدة للارتقاء بجودة الحياة وتمكين المجتمعات وبناء إرثٍ مستدام للأجيال المقبلة
- نهتم بشكل خاص بالاستثمار في تنمية المواهب المحلية
لطالما كانت شركة ألستوم حاضرة بقوة في المشهد السعودي، حيث ساهمت على مدى عقود في تطوير قطاع النقل العام في المملكة. مع تزايد الاهتمام بتحقيق رؤية السعودية 2030، ازداد دور ألستوم في دعم هذه الرؤية من خلال تقديم حلول مبتكرة ومستدامة في مجال النقل. في الحوار التالي، الذي أجراته مجلة “التجارة” مع الأستاذ محمد خليل، المدير العام لمقرّ شركة “ألستوم” الإقليمي في الشرق الأوسط: سنتعمق في الدور المحوري الذي تلعبه ألستوم في تحويل قطاع النقل السعودي، وكيف تساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً
ما هي أبرز الإنجازات التي حقّقتها “ألستوم السعودية” في السوق السعودي لغاية اليوم وكيف تسهم هذه الشركة في تحقيق رؤية السعودية 2030؟
تساهم “ألستوم” بعد مرور أكثر من 70 عاماً على تواجدها في المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا في الارتقاء بالبنية التحتية لقطاع النقل في المملكة. وانسجامًا مع أهداف رؤية السعودية 2030، نسعى بشكل دؤوب إلى إعداد وتطوير شبكة خطوط حديدية قوية، تسهم في تعزيز الترابط والتنويع الاقتصادي والنقل المستدام. ونذكر من أبرز الإنجازات التي حقّقناها لغاية اليوم ما يلي:
- قطار الرياض: تفخر شركة ‘ألستوم’ بدورها في إعداد النظام الكامل للخطوط الحديدية للخطوط الصفراء والبنفسجية والخضراء في ‘قطار الرياض’. ويتضمّن ذلك 69 قاطرة من طراز “ميتروبوليس” و47 قاطرة من طراز “إنوڤيا” للمسار البرتقالي (الخط 3)، والتي قامت بتسليمها شركة “بومباردييه” في البداية قبل أن تصبح اليوم تابعة لشركة “ألستوم”. وقد نجح “قطار الرياض” منذ إطلاقه في إحداث نقلة نوعية ضمن قطاع النقل في العاصمة، بما ساهم في الحدّ من الاعتماد على السيارات وخفض انبعاثات الكربون، فضلاً عن الإقبال الكبير الذي شهده “قطار الرياض” على صعيد المجتمع المحلي. وسرعان ما أصبح هذا المشروع، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي سلّطت الأضواء على تجارب المستخدمين الإيجابية، عنوانًا للبنية التحتية الحديثة للنقل في المملكة، حيث يُعدّ كلّ مستخدم لقطار الرياض اليوم سفيرًا لنجاح هذا المشروع المبتكر والرائد.
- مشروع نظام النقل الذّاتي للركّاب في جدّة: تتولّى شركة “ألستوم” مهام تشغيل وصيانة نظام النقل الذاتي للركاب في مطار الملك عبد العزيز الدولي. وقد وقّعنا مؤخرًا بالتعاون مع شركة مطارات جدّة عقدًا يهدف إلى ترقية النظام الحالي لتمكينه من استيعاب عدد أكبر من الركاب، وذلك بعد نجاح المملكة في تحقيق هدفها المتمثل باستقطاب 100 مليون زائر في عام 2023، أيّ قبل سبع سنوات من الموعد المحدّد وفقاً لرؤية السعودية 2030.
- قطار الحرمين السريع: تُعدّ شركة “ألستوم” شريكًا موثوقًا لقطار الحرمين السريع، حيث نقوم بتوفير وصيانة القطع الحيوية مثل العربات ومحرّكات الجرّ لضمان أعلى معايير السلامة والأداء الموثوق.
- مشروع “ترام العلا”: يضمّ هذا المشروع المبتكر الذي تبلغ قيمته 500 مليون يورو أطول خط ترام يعمل بالبطارية في العالم. ويربط هذا الخطّ بين مختلف المواقع الأثرية المُدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ليوفر للركاب تجربة متميّزة تجمع بين أهمية الحفاظ على الإرث الثقافي والتنمية السياحية المستدامة.
- المقرّ الإقليمي في الرياض: يضمّ مقرّنا الرئيسي الجديد مركز خدمات رقمية حديث، يضمن الاستفادة القصوى من أنظمة الصيانة الاستباقية ويدعم مبادرات تعزيز سلاسل التوريد المحلية.
وبذلك، نحرص في “ألستوم” ليس على المشاركة في هذه المسيرة فحسب، بل أيضًا على التحوّل إلى شركاء رئيسيين في رسم معالم مستقبل المملكة من خلال الابتكار والاستدامة.
ما هي الاستراتيجية التي تتبنّاها شركة “ألستوم” لتعزيز دورها ضمن قطاع النقل السعودي، وبالتحديد في ظلّ التطورات الأخيرة التي تشهدها البنية التحتية لهذا القطاع؟
ترتكز استراتيجية “ألستوم” المرتبطة بقطاع النقل السعودي على تعزيز سلاسل التوريد المحلية والابتكار وإقامة الشراكات المتكاملة. ونحرص على التعاون مع مؤسّسات محلية على غرار المعهد السعودي التقني للخطوط الحديدية، لتدريب المهنيين الشباب في مجال أنظمة الخطوط الحديدية. وقد ساهمت هذه المبادرة بشكل ملحوظ على مرّ السنوات في إعداد قوى عاملة محلية ماهرة.
وبالإضافة إلى ذلك، نحرص أيضاً على تعزيز قدراتنا التشغيلية من خلال مشاريع على غرار نظام النقل الذاتي للركّاب في جدّة وقطار الحرمين السريع، لتحسين قدرتنا على تلبية الاحتياجات المتنامية لتطوير البنية التحتية لقطاع النقل. ويجب ألا ننسى هنا أنّ خبراتنا العالمية الواسعة في مجال تكنولوجيا الخطوط الحديدية الحديثة تمكّننا من ابتكار الحلول الرائدة التي تلبّي احتياجات المملكة بالتحديد. ونولي كذلك اهتمامًا كبيرًا بإبرام الشراكات التي تستفيد من مواطن القوّة ضمن القطاعين العام والخاصّ، لضمان توافق أعمالنا بشكل تامّ مع أهداف رؤية السعودية 2030.
كيف تسهم “ألستوم” في دعم مساعي الحكومة السعودية لإعداد أنظمة نقل أكثر كفاءة وصديقة للبيئة؟
تؤكد “ألستوم” التزامها الراسخ بدعم طموحات المملكة لإعداد شبكة نقل مستدامة وفعّالة بمواصفات ومعاير عالمية. ويرتكز نهج عملنا على التواصل أولاً وبشكل واضح مع كافة أصحاب المصلحة، كي نتمكّن من الوقوف على احتياجاتهم الأساسية بشكل دقيق وتصميم حلولنا الرائدة بما يلبّي تلك الاحتياجات بشكل خاصّ. وبذلك، ننجح من خلال وقوفنا على التحديات الفعلية التي يواجهها أصحاب المصلحة في توفير بيئة قائمة على التعاون للتمكّن من النجاح معاً.
وتملك “ألستوم” مجموعة واسعة وغنية من الخبرات العالمية في توفير حلول الخطوط الحديدية المبتكرة والفعّالة من حيث استهلاك الطاقة، للحدّ من الآثار البيئية وتحقيق نقلة نوعية في مجال التنقل الحضري. وتسهم قدرتنا على التكيّف مع المعطيات التي تتفرّد بها المملكة، سواء كان ذلك من حيث التصميم المدني، الاعتبارات الثقافية أو الأهداف البيئية الطموحة، في ضمان توافق مشاريعنا بسلاسة تامّة مع البنية التحتية للمملكة واستراتيجيتها الطموحة للنمو في المدى البعيد.
وإننا نسهم من خلال الابتكارات التكنولوجية الحديثة، مثل أنظمة التشغيل ذاتية القيادة ومنصّات الصيانة الاستباقية وأنظمة النقل التي تعمل بالطاقة النظيفة، ليس في تعزيز الكفاءة والفعالية فحسب، بل أيضًا في تحقيق الاستدامة. ونحرص دومًا على التعاون بشكل وثيق مع أصحاب المصلحة والسلطات المحلية لتحويل المرونة والابتكار إلى جزء أساسي من كلّ مشروع، انسجامًا مع أهداف رؤية السعودية 2030 لمستقبل أخضر وأكثر ترابُط.
ونطمح في “ألستوم” إلى توفير خدمات تتخطّى حدود النقل، لابتكار الحلول الرائدة التي تسهم في الارتقاء بجودة حياة المقيمين وتمكين المجتمعات وبناء إرثٍ مستدامٍ للأجيال المقبلة.
ما هو تقييمك للشراكة بين القطاعين العام والخاصّ في المملكة وكيف يمكن بنظرك تعزيز التعاون بينهما لتحقيق الأهداف التي يطمح إليها قطاع النقل في المملكة؟
تلعب الشراكة بين القطاعين العام والخاصّ في المملكة دورًا محوريًا في دعم الأهداف الطموحة لرؤية السعودية 2030. وتسهم مثل هذه الشراكات في تحقيق تقدّم ملحوظ ضمن قطاع النقل ومواصلة تطوير البنية التحتية، وذلك من خلال الاستفادة من الرؤية الاستراتيجية والهياكل التنظيمية للمؤسّسات العامة من جهة، وقدرة القطاع الخاصّ على الابتكار وخبراته التشغيلية الواسعة من جهة أخرى.
ويكمن أحد أساليب تعزيز هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاصّ. فالتواصل الصريح والمستمرّ بين القطاعين من شأنه أن يضمن لأصحاب المصلحة توافق أهدافهم مع أهداف مشاريعنا والتعاون في سبيل مواجهة التحديات والتوصّل إلى فهم مشترك لتفاصيل المشروع خلال مختلف مراحله.
ويحظى تبادل المعرفة بين القطاعين العام والخاصّ بالقدر نفسه من الأهمية، حيث ننجح في ابتكار حلول شاملة تلبّي احتياجات المملكة بالتحديد وأهدافها عبر الاستفادة من نظرة القطاع العام المستنيرة في مجال السياسات العامة من جهة، والابتكارات التكنولوجية التي يسهم القطاع الخاصّ في التوصّل إليها من جهة أخرى.
ويُعدّ الاستثمار في تنمية المواهب المحلية من المجالات الأخرى التي نوليها اهتمامًا خاصًّاأيضًا. فإعداد قوى عاملة تملك مهارات عالية لا يسهم في تمكين المجتمع فحسب، بل أيضًا في تحقيق الاستدامة ضمن قطاع النقل. ولطالما حرصت “ألستوم” على الإسهام بشكل ملحوظ في تنمية المواهب المحلية من خلال مبادرات التدريب وشراكاتها القائمة مع المؤسّسات التربوية.
ولا شكّ في أننا سنسعى جاهدين، من خلال تعزيز التعاون والتركيز المشترك على الابتكار والاستدامة، من إعداد قطاع نقل يمتاز بمرونة عالية والقدرة على التكيّف مع احتياجات المملكة حاضرًا ومستقبلًا.
أخيراً وليس آخراً، ما هي تطلعاتك الشخصية والمهنية لمستقبل شركة “ألستوم” في المملكة بالتحديد والمنطقة بشكل عام؟
أولًا، أطمح على الصعيد المهني أن تستمر “ألستوم” في دورها القيادي في ابتكار حلول النقل الرائدة والمستدامة التي تدعم بشكل مباشر رؤية السعودية 2030. وأؤكد شخصيًا التزامي المطلق بتعزيز شراكاتنا القائمة مع أصحاب المصلحة المحليين وترسيخ مكانتنا في المملكة وتمكين مشاريعنا من بلوغ آفاق غير مسبوقة على صعيد الجودة والخدمات الموثوقة والاستدامة. وأسعى دومًا، من خلال تعزيز ثقافة التميّز والتعاون في “ألستوم”، إلى تخطّي توقّعات عملائنا والمجتمعات التي نتواجد فيها باستمرار.
أما على الصعيد الشخصي، فأشعر بالفخر بالرابط العميق الذي نشأ لديّ تجاه المملكة على مرّ الـ 20 عامًا الماضية، حيث أقدّر بشكل عميق ثقافة هذه الدولة الغنية وشعبها الطموح وتطلّعاتها اللامحدودة لمستقبل أفضل. ويلعب ارتباطي العميق بالمملكة دورًا أساسيًا في تحفيزي على الإسهام في نجاح مسيرة تحوّلها ونموّها. وأشعر بامتنان كبير لما حظيت به من فرص للإسهام في رسم معالم قطاع النقل في المملكة، في ظلّ ترسيخ مكانة “ألستوم” كشريك موثوق لبناء مستقبل مستدام وقائم على الشمولية.
ختامًا، أطمح من خلال مسيرتي الناجحة في “ألستوم” إلى تزويد أجيال المستقبل بإرث عريق من الإنجازات، التي تعود بالنفع على الشركة والمجتمعات المحلية التي تستفيد من الإمكانات الواعدة لقطاعات النقل الحديثة والفعّالة على حدّ سواء.