يوم التأسيس ليس مجرد تاريخ في التقويم بل هو قصة وطن عريق بدأت قبل ثلاثة قرون عندما وضع الإمام محمد بن سعود حجر الأساس للدولة السعودية في الدرعية عام 1727م إنه يوم يروي قصة طموح ونهضة ويجسد رحلة بناء وتوحيد وهو مناسبة تعكس اعتزاز السعوديين بجذورهم العميقة وهويتهم الوطنية.
الاحتفال بهذا اليوم ليس مجرد استذكار للتاريخ بل هو فرصة للتأمل في التحولات التي شهدها الوطن عبر العصور فمنذ تأسيس الدولة السعودية الأولى كان الاقتصاد جزءا لا يتجزأ من التحديات السياسية والاجتماعية وشكل الركيزة الأساسية للحياة في تلك الفترة كانت الزراعة والتجارة والرعي هي عصب الاقتصاد وازدهرت أسواق الدرعية وتحولت القوافل التجارية إلى حلقة وصل بين نجد ومختلف مناطق الجزيرة العربية ومع الاستقرار السياسي نشطت الحركة الاقتصادية وتحسنت ظروف المعيشة مما مكن الدولة من التوسع وترسيخ نفوذها.
اليوم وبعد ثلاثة قرون من البناء والتطور تقف المملكة على أرض صلبة حيث تحول اقتصادها من الاعتماد على الموارد التقليدية إلى أحد أكبر الاقتصادات في العالم مدعوما برؤية طموحة تستلهم الماضي وتستشرف المستقبل ورغم هذا التحول الكبير لا تزال بعض ملامح الاقتصاد القديم حاضرة في المشهد السعودي فالتمور التي كانت تباع في أسواق الدرعية تصدر اليوم إلى مختلف دول العالم والأسواق التراثية لا تزال شاهدة على أصالة الهوية السعودية.
في كل عام ومع كل احتفال بيوم التأسيس يدرك السعوديون أن هذا اليوم ليس مجرد احتفال بالماضي بل هو استمرار لقصة لم تنته بعد وفصل جديد يضاف إلى تاريخ الوطن حيث الماضي هو الأساس والحاضر هو الامتداد والمستقبل يحمل طموحا لا حدود له.