- أولى صفقاتي التجارية كانت عبارة عن إرساليتين من القماش المذهب واللماع بعتها جملة لكل من الشيخ عبده طبيقي والشيخ أحمد عقيل من جازان
- الصناعة السعودية باتت مرغوبة ومفضلة في معظم أنحاء العالم و%87 من منتجاتنا يتم تصديرها للخارج
- العطور بحر واسع ربانه الإبداع والابتكار وسفينته المنتجات المميزة
- نتجه للمشاريع المهمة التي تلبي وتواكب رؤية المملكة 2030 وإسهاماتنا كقطاع خاص في برامج دعم المحتوى المحلي
- مصنع العطور ومستحضرات التجميل في جدة من أكبر مصانع العطور في العالم لأنه يتضمن أكثر من 10 مصانع في داخله
- نهجنا يرتكز على حزم من القيم والمفاهيم تجاه العاملين والعملاء والمستهدفين في كل الأسواق والقطاعات
- مجموعة عبدالخالق سعيد.. كيان صناعي وتجاري متكامل
التجارة (مايو 2018)
مجموعة عبــدالخالق سعيـد للتجارة والصناعة، تعتبر من الكيانات الصناعية والتجارية المشهورة والمعروفة في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج، وجاء تصنيفها ضمن أكبر مائة شركة في المملكة العربية السعودية خلال العقود الثلاثة الماضية، وهي تتكون من عدة وحدات صناعية مترابطة ومتكاملة مع وحدات تجارية وعقارية.
المجموعة من منشآت القطاع الخاص، ومملوكة لرجل الأعمال عبد الخالق سعيد وأبناؤه، وهو المؤسس لها منذ ما يزيد عن خمسة عقود، وتمتلك بالكامل وحدات صناعية وتجارية بنسبة 100 في المائة، بالإضافة إلى شراكات خاصة مع بعض البيوت التجارية المعروفة في المملكة العربية السعودية وبعض والشركات العالمية الرائدة.
المقر الرئيسي للمجموعة في مدينة جدة، ولها فروع تغطي أنشطة الوحدات الصناعية والتجارية في معظم المدن الرئيسية في المملكة العربية السعودية، ومن ضمن أنشطة المجموعة الرئيسية، صناعة وإنتاج وتسويق وتوزيع العطور، التي تتمثل في مصنع للعطور ومستحضرات التجميل، وشركة تجارية تختص بتسويق منتجات المصنع، بالإضافة إلى الاستيراد والتوزيع للأصناف المستوردة من أوروبا بصفة أساسية (فرنسا، إيطاليا، سويسرا)، وتقوم بالتغطية والانتشار في جميع أسواق المملكة والتصدير إلى الخارج.
تبادر المجموعة في دعم منتجاتها لتقديمها لجمهور المستهلكين، وإرضاء جميع الأذواق والفئات والشرائح بمختلف مستوياتهم، وتنتشر في أسواق المملكة من خلال المعارض الراقية في كل من: الرياض، جدة، والمدينة المنورة، بالإضافة إلى شبكة جيدة من قنوات التوزيع من خلال فريق التوزيع المدعم بسيارات خاصة لتغطية جميع مناطق المملكة: المنطقة الغربية، والجنوبية، والشمالية، والوسطى، والمنطقة الشرقية.
جَمع العصامية والتجارة الناجحة ومقومات المستثمر العالمي، وكان أحد الشخصيات التي شقت طريق النجاح الذي لم يكن خالياً من الصعوبات، زاده في ذلك المكتسبات الموروثة التي إذا لم تقترن بخصائص ومكونات ذاتية علمية وعملية لتضاف إلى التجربة الأولية لن تكفي لتخطي حواجز النجاح، إنه الأستاذ عبد الخالق سعيد، رجل الأعمال البارز من الرعيل الداعم والمشارك بفاعلية في التنمية، لاسيما في القطاع الصناعي الذي له فيه صولات وجولات. الأستاذ عبدالخالق سعيد المالك والرئيس العام لمجموعة عبدالخالق سعيد والقنصل الفخري لجمهورية بنما اجتمعت فيه جملة من العناصر والمقومات التي تجعل كل تجربة مختلفة بذاتها وتتطلب حالة من التعمق والتأمل لمعرفة مكنوناتها، لا سيما أنه صنع لنفسه بصمة خاصة في كل مرحلة من المراحل التي خاض غمارها، حيث لم تتوقف محطات نجاحه في عالم العطور فقط ولا في عالم الصناعة والتجارة أو المشاركة العامة وحدها؛ إنما برز بجانب هذه المنجزات الجانب الإنساني الذي يشتهر به الأستاذ عبدالخالق سعيد، وفي هذا الحوار الذي اختص به «التجارة» محاولة لتسليط الضوء على جوانب شخصيته وما أهله لأن يكون أحد أبرز أصحاب الأعمال نجاحاً وشهرة، وما كفل له قيادة نجاح إمبراطورية ضخمة من الشراكات والشركات.
يقول الأستاذ عبدالخالق سعيد عن النهج الذي تنتهجه وتعمل على تطبيقه المجموعة إنه يرتكز على حزم من القيم والمفاهيم، بداية من سياساتها تجاه العاملين والعملاء والمستهدفين في كل الأسواق والقطاعات، حيث تعكف على تنمية روح الاعتزاز والانتماء، الالتزام والشغف بتحقيق الأهداف، الابتكار والتجديد، والاستقلالية، هذا إلى جانب أن الاهتمام بالموارد البشرية للمجموعة يأتي في قمة أولويات إدارتها العليا، من خلال تبني سياسات تحفيزية وتشجيعية للأفراد تؤدي إلى زيادة الإنتاجية مع الإبداع في إظهار فنون الإبداع البشري للأفراد كل في مجاله واختصاصه، فإلى الحوار..
كيف كانت بداياتك مع التجارة حتى وصلت إلى هذه المرحلة من العطاء؟
قصتي مع التجارة طويلة بدأت أولى فصولها مع الوالد حيث كان – يرحمه الله – يعمل في مجال تجارة الأقمشة والملابس الجاهزة، وذلك في الخمسينيات من القرن الماضي، وفي السبعينيات تطور العمل في الأقمشة والملابس، وتوسع ليشمل مجال العطور ومستحضرات التجميل وكانت تلك سنوات الانطلاق، حيث بدأنا مجال الصناعة فأنشأنا بعض المصانع بداية بمصنع جدة للرقائق الرغوية والإسفنج “سوفت دريمز” ومن ثم المصنع السعودي للعطور ومستحضرات التجميل والمصنع السعودي للفواكه والمرطبات وغيرها من الصناعات الأخرى.
هل تذكر أول صفـــقة تجارية ناجـــحة بالنسبة لك؟
في مقتبل مراحل التجارة بدأنا استيراد الأقمشة من اليابان، فوصلت لنا إرساليتين من القماش المذهب ومن القماش اللماع للسهرات، فبعناها جملة في ذلك الوقت، وقد كان نصفها للشيخ عبده طبيقي من جازان والثانية للشيخ أحمد عقيل أيضاً من جازان، وكانت صفقة مربحة.
حدثنا عن نجاحك في تقديم صيغة جديدة في تجارة العطور التي اشتُهر بها اسم عبد الخالق سعيد ليصبح علامة جودة مميّزة؟
العطور بحر واسع ربانه الإبداع والابتكار وسفينته المنتجات المميزة، وهي تجارة تحمل العديد من التفاصيل، التي نعمل على جعل خلاصتها مميزة، لذلك كان الإبداع والابتكار مفتاح دخولنا للسوق من أوسع أبوابه، ففي السبعينيات ابتكرنا أغراب وكان أول عطر لأغنية سعودية، ثم بدأنا بإنتاج العطور خارج المملكة وقد كنا ننتجها في كل من ميلانو وبارما بإيطاليا ثم في باريس بفرنسا، بعدها وفقنا الله فأقمنا مصنعاً للعطور ومستحضرات التجميل هنا في جدة، وأصبح الآن من أكبر مصانع العطور في العالم لأن داخله عشر مصانع لصناعات أخرى مرتبطة بالعطور.
من ناحية ثانية قبل اعتماد أسماء العطور فنحن نعتمد تركيبة العطر المستخلصة من الورد الشهير والمسك والعنبر والصندل والعود وننتجها في أشهر وأكثر المصانع الإيطالية والفرنسية والأوروبية خبرة، وباستمرار يكون لدينا عطور جديدة لتنضم إلى المجموعات السابقة وهي دوماً ما ترضي الأذواق.
ما هي أهم أولويات المجموعة في فلسفتها الإنتاجية؟
من أهم أولويات المجموعة “الجودة” وهي تهدف إلى تبوؤ مكانة ريادية في أسواق السلع التي تنتجها وحداتها، وذلك من خلال توظيف أحدث التقنيات ومواكبة العصر والحداثة في اعتماد النظم المتطورة وأفضل المهارات البشرية، واتباع الأساليب العلمية في الابتكار والتجديد، ومن المهام الأساسية تجاه العملاء والأسواق بصفة عامة، العمل على توفير أفضل المنتجات، وتأمين شبكة توزيع واسعة تخدم جميع الأسواق والمستهلكين بالمملكة، من خلال فريق عمل ذو علم ومهارات مميزة وخبرة لتلبية احتياجات السوق ورغبات المستهلكين بطريقة عملية وأخلاقية، ومن الاهتمامات الإستراتيجية لدى الإدارة العليا في المجموعة هو الاستمرار في تطوير وتوسيع عمليات المجموعة على المستوى المحلي والعالمي، من خلال الانفتاح ودراسة كل الفرص والأساليب التي تؤدي إلى التوسع في العمليات والأنشطة وتحقيق عوائد أكبر.
أرجو أن تطلعنا على مشاريعكم وإسهاماتكم في النهضة الصناعية وخاصة في جدة؟
قمنا ببناء صناعات كبيرة وكثيرة جداً بداية بصناعة الإسفنج والأثاث، وفي بداية السبعينيات بنينا مصنع العطور ومستحضرات التجميل، ومصنع بيبسي كولا جدة، ومصنع تصنيع علب البيبسي ومصنع أغطية العلب وهو يعتبر من أكبر مصانع العالم، حيث ينتج نحو 10 ملايين غطاء سهل الفتح، ثم قمنا بإنشاء مصنع العلب نفسها، وكل من مصنع أغطية العلب ومصنع للزجاج يزخران بطاقة إنتاجية عالية جداً وينتجان العبوات الزجاجية وأدوات المطبخ مثل الصحون والأواني والكاسات، وغيرها. ونحن من أوائل المصنعين في المملكة العربية السعودية، حيث دخلنا المنطقة الصناعية ولا يوجد بنية تحتية من خدمات أو طرق معبدة أو هواتف، لذلك كنا أول مصنع في المنطقة الصناعية بجدة، حيث اشترينا في ذلك الوقت مولداً كهربائياً من شركة الزاهد، فقام عملنا بالكامل على المولد الكهربائي، وقمنا في ذلك الوقت بتمهيد الطريق بقدر ما المستطاع، ولكن في الفترة نفسها أراد الله أن يعلنها الملك فهد بن عبدالعزيز – يرحمه الله – ثورة صـناعية فاعلة فأنشأ صندوق التنمية الصناعية السعودي والذي كان له أكبر الأثر في إقامة الصناعة بالمملكة العربية السعودية، ولولا صندوق التنمية الصناعي السعودية والتسهيلات والقروض التي منحها للصناعة والصناعيين لما قامت الصناعة فالفضل لله وللملك فهد ولإنشاء صندوق التنمية الصناعية السعودي.
وما هي أبرز نشاطات المجموعة والقطاعات التي تغطيها؟
لدى المجموعة اليوم نشاطات واسعة النطاق في مختلف قطاعات الأعمال التجارية، كما أن لديها شركات مملوكة بالكامل وعدداً من الشركات الضخمة مثل شركة كارنودميتالبوكس – وكراون كورك أندسيل – وبيبسي كولا- (فريتوليز) – وعلى مدى الـ30 عاماً الماضية قمت بتأسيس قلعة صناعية في المملكة وهو مصنع جدة للرقائق الرغوية والإسفنج، ويقع في المدينة الصناعية بجدة، ويعتبر أحد أكبر مصانع الإسفنج، حيث ينتج أجود الأنواع ومراتب السست والوسائد والألحفة والمجالس العربية، وهو أول مصنع يحصل على شهادة الأيزو 9002، كما حصل على شهادة الأيزو 9001 عام 2004 ولدى المصنع أكثر من 14 فرعاً داخل المملكة، ومن خلالها يتم بيع وتسويق منتجات المصنع، وهناك أيضاً الشركة السعودية للمأكولات الخفيفة (فريتوليز) بالتعاون مع بيبسي كولا العالمية، وتم تأسيس هذا المشروع في المدينة الصناعية بالرياض وجدة، ويتم توزيع منتجاتها في المملكة العربية السعودية والخليج وأفريقيا، وفي شهر ديسمبر من عام 2000م قامت الشركة السعودية للمأكولات الخفيفة من مجموعة صافولا بشراء الأصول التي تشكل أعمال منتجات «تسالي» وأصبحت هي الاسم الأول والرائد على مستوى أسواق الشرق الأوسط وخاصة في السعودية، مصر، الأردن، البحرين، قطر، عمان، الكويت، اليمن؛ في عالم المأكولات الخفيفة.
هناك أيضاً مصنع جبل علي للعبوات الزجاجية الذي تأسس عام 1998 ويقع بالمنطقة الحرة في جبل علي بدولة الإمارات وينتج القوارير الزجاجية للعصائر والمرطبات والمواد الغذائية، حيث يصدر 80 في المائة من إنتاجه إلى كبريات الشركات العالمية، ويبلغ استثماره نحو 300 مليون درهم إماراتي، ويصدر إلى أكثر من 40 دولة، إضافة إلى دول الخليج العربي ويقام على مساحة إجمالية 80 ألف متر مربع.
أما مؤسسة عبد الخالق سعيد للمقاولات العامة فهي تختص بمجالات المقاولات العامة للمباني السكنية والتجارية والتعليمية والترفيهية والصحية وصيانتها، وتم تأسيسها برأسمال 10 ملايين ريال ولديها عقود عديدة مع كبريات شركات العقار والعديد من المشاريع الصناعية الأخرى.
كان هناك أمل وتطلع ورغبة في استثمار أكبر عدد من الصناعات المختلفة والمرتبطة بالمواد الغذائية، مثل مصنع أغطية العلب، وكل المصانع مرتبطة بالمواد الغذائية، كان لنا طموح كبير في أن نصل إلى أكبر قدر من الصناعة والتصنيع، والحمد لله وصلنا إلى هذا الحجم والقدر، ولا زلنا نتطلع إلى مصانع أكبر وأفضل وأكثر والبلد في أمس الحاجة لها، وإن شاء الله نواكب رؤية المملكة 2030 تحت قيادة سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ماذا عن مصنع الريف للسكر في جازان ومراحل البناء والتشييد فيه؟
مصنع الريف للسكر تحت الإنشاء حالياً وتبلغ تكلفته أكثر من مليار ريال، والحمد لله قطعنا فيه شوطاً بنسبة 50 في المائة، ومن المقرر أن يدخل مرحلة الإنتاج في العام المقبل إن شاء الله، حيث سينتج يومياً 3 آلاف طن وسنوياً مليون طن من السكر في المرحلة الأولى، ثم تزيد الطاقة الإنتاجية بعد ذلك لتصل إلى طاقته القصوى، يدعم ذلك أن جازان منطقة زراعية زاخرة وغنية، وكما علمنا من الخبراء والشركات الأجنبية والدراسات أنه من الممكن زراعة الخام فيها، وبعد بداية المصنع في الإنتاج سنبحث جدياً زراعة قصب السكر في المنطقة إن شاء الله. وتعلم اليوم أن صندوق التنمية الصناعي السعودي يعطي قروضاً بـ75 في المائة للمستثمر بدل 50 في المائة في المناطق النائية أي أن المناطق خارج المدن الرئيسية يمنح فيها المستثمر 75 في المائة، وهو ما دفعنا لإنشاء مشروع السكر «الريف» ذلك المشروع الاستراتيجي الغذائي الذي تحتاج إليه البلاد.
صرحتم في لقاء إعلامي سابق بأن المصنع سيتم تزويده بمحطة للطاقة الكهربائية خاصة به، كم ستنتج لتلبية متطلباته؟
العمل يسير في محطة الكهرباء الخاصة بالمصنع بموازاة عمليات تشييد وإنشاء المصنع نفسه، لتكتمل المحطة قبل بدء التشغيل والإنتاج، ومن المزمع أن تنتج نحو 14 ميجاوات، سيكون المستهلك منها للمصنع 11.5 ميجاوات، أي ستكون هناك 2.5 ميجاوات كطاقة احتياطية، هذا عدا ما تمدنا به الشركة السعودية للكهرباء احتياطياً.
ماذا عن المشروعات المستقبلية الأخرى لمجموعتكم؟
نتجه للمشاريع المهمة التي تلبي وتواكب رؤية المملكة 2030 وبرنامج المحتوى المحلي لشركات القطاع الخاص وإسهاماتنا كقطاع خاص في دعم برامج لدعم المحتوى المحلي والاتجاه للتصنيع في الصناعات المساعدة لمصانع السلاح مثل قطع الغيار والأشياء الأخرى التي تدخل في مصانع السلاح التي ستقام من القطاع الخاص أو الدولة قريباً، في إطار الاتجاه نحو توطين المحتوى.
وهناك مشروعات كثيرة لا أستطيع الإفصاح عنها جميعاً، و«مشروعات مستقبلية» ضخمة في جدة ستخدمها بصفة خاصة وستخدم مملكتنا الحبيبة بصفة عامة، خاصة وأن قطاعات الاقتصاد السعودي واعدة وزاخرة بالكثير في ظل رؤية المملكة 2030 وخطة التحول الوطني 2020.
كيف تنظرون إلى منجزات الصناعة في المملكة؟ وإلى أي مدى نجح صندوق التنمية الصناعية السعودي في دعمها ودعم القطاع الخاص؟
لا توجد دولة رعت الصناعة مثل ما قدمته الحكومة السعودية لها، فمنذ بداية الصناعة في بلدنا الغالي وهي في تطور ملحوظ، وقد أصبحنا من الدول المصدرة، والآن نحن نصدر لأمريكا وأوروبا والصين وغيرها، وبالنسبة لصندوق التنمية الصناعية، حقيقة كل ما أقمناه من مصانع أسهم فيها الصندوق بنسبة 50 في المائة، ما عدا مصنع العطور، حيث كان رأيهم في ذلك الوقت بعدم نجاحها، ومن خلال تجربتنا الممتدة في قطاع الصناعة فإنه بكل أمانة يقف وراء ما وصلت إليه هذه الصناعة، فالصندوق منذ نشأته قدم القروض للصناع السعوديين وربما يعود الفضل في المنجز الصناعي ببلادنا إلى جهود صندوق التنمية الصناعية الذي رعى ودعم الصناعة خطوة بخطوة، حيث قدم منذ إنشائه وحتى الآن حزماً متكاملة من الأعمال والإسهامات لدعم القطاع الخاص من خلال القروض التمويلية، الأمر الذي أسهم في خلق قاعدة صناعية كبيرة في المملكة، وهذا الجهد المتميز والجبار من من الدولة أيدها الله والصندوق حقق قاعدة صناعية ضخمة، بل إن المملكة وضعت بصماتها في الصناعة بفعل ما قدمه الصندوق من دعم ومساهمات، هذا إلى جانب جهود وزارة الصناعة والكهرباء، حيث إنها قدمت الأراضي شبه مجاناً بواقع 8 هللات فقط للمتر، والأمر كذلك يرجع بفضل الله إلى المجهود الفردي حيث عكفنا في أوقات كثيرة على العمل 16 ساعة في اليوم من الصباح الباكر وحتى الـ10 ليلاً.
ما فلسفتكم تجاه التوسع استثمارياً لا سيما في الخارج؟
جربنا أمر التوسع استثمارياً في الخارج، «جربنا وتعبنا وجربنا وأخفقنا»، لا يوجد استثمار في العالم أفضل من الاستثمار في بلدنا السعودية، لأن التسهيلات الموجودة غير موجودة في أي بلد، لدينا مصانع تصدر حوالي 75 إلى 80 في المائة إلى خارج المملكة، والصناعة السعودية اليوم أصبحت مرغوبة في كل أنحاء العالم، لأن أغلب الصناعات والمصنعين لهم شركاء أجانب من أكبر الشركات في العالم، وهم أصحاب سمعة وبدورهم يقومون بالتسويق والبيع حول العالم كشركاء، ويشمل ما نصدره إلى خارج المملكة أوروبا، التي نصدر إليها نحو 3 بلايين غطاء من مصنع أغطية العلب، كما نصدر للصين، اليابان، باكستان، الهند، ماليزيا، وشرق آسيا ومعظم البلاد العربية.
ماذا عن اهتماماتكم ببرامج المسؤولية المجتمعية؟
المسؤولية المجتمعية عنصرَ مهم في أي مجتمع من المجتمعات، ولا أدل على ذلك مما نرى ونلمس من مدى حجم المسؤولية الاجتماعية النابعة من داخل الأفراد في المجتمع عبر ممارسة سلوكيات وأنشطة معينة يكون الهدف العام منها تعميق روح المبادرة، والمشاركة جنباً إلى جنب مع أبناء المجتمع الواحد، وفي هذا الصدد كنا قد أبرمنا اتفاقية مع صندوق تنمية الموارد البشرية لتدريب وتوظيف الكوادر السعودية، وذلك ضمن استراتيجيات شركاتنا التي ترمي إلى توظيف وتوطين الكوادر السعودية الشابة وتماشياً مع الجهود المباركة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في هذا الإطار، حيث ستتبع هذه الخطوة عدة خطوات لتحقيق الأهداف والتطلعات الوطنية، ونهتم بتقديم الكثير في هذا المضمار ونسهم في المنح الدراسية للطلبة والطالبات داخل المملكة أو خارجها، لدينا في إحدى الكليات الجامعية أكثر من 30 منحة دراسية، وفي جامعات أخرى عديدة هناك منح دراسية وإسهامات كثيرة، إلى جانب ما يتم تقديمه للأسر وعن طريق الجمعيات الخيرية.
كونك من رواد الصناعة في المملكة كيف تنظر إلى مستقبل الصناعة في ظل ورؤية 2030 ؟
متفائل بمستقبل عظيم للصناعة والصناعيين في السعودية، على ضوء معطيات الرؤية وخطة التحول الوطني والتسهيلات والإمكانيات الموجودة، خاصة وأن هناك الكثير الذي لم نقم به، لكن في هذه السنة والسنوات المقبلة في ظل رؤية المملكة 2030 سيتم عمل الكثير باتجاه صناعة واعدة وضخمة ومتنوعة يفخر بها كل سعودي.
ما الذي تحتاجه الصناعة للانطلاق إلى آفاق آرحب للمزيد من التطور والازدهار؟
تحتاج إلى رجال فكر متفتح ومتطلع للتطور والانطلاق إلى آفاق أرحب، فالتسهيلات موجودة مثل الأراضي والطاقة بصورة عامة والماء والقروض، الدولة تعطي كل الأدوات، الأمر يحتاج منا فقط إلى التخطيط والتنفيذ بموجب ما يتم تقديمه وما سيقدم، هناك مشاريع كثيرة تحتاجها البلاد أو للتصدير للمنطقة التي تحتاج إلى أكثر.
كيف تصف تجربتك في غرفة جدة من خلال الفترة التي كنت في مجلس إدارتها؟
كانت تجربة ثرة ورائعة وكان هناك ود وانسجام وتكاتف من جميع الأعضاء، نتمنى أن تتواصل جهود العمل أكثر في المراحل القادمة التي يتوقع أن يتعاظم فيها دور القطاع الخاص الذي يعول عليه كثيراً في قيادة الاقتصاد، ودورات مجالس الإدارة المختلفة وضع كل منها فيها بصماته ولمساته وفقاً لمتطلبات المرحلة وحوجة القطاع الخاص، وقد دخلت الغرفة التجارية في دورتين متتاليتين الأولى كانت برئاسة المهندس عبدالله المعلمي والثانية كانت برئاسة صالح التركي، تلتها الدورة الثالثة التي كانت برئاسة صالح كامل. وأرى أن الفترة الذهبية الذهبية للغرفة كانت في عهد عم إسماعيل أبوداود، يرحمه الله، وإن شاء الله تأتي سنوات وفرص ذهبية أكثر في مقبل السنوات.
كلمة أخيرة..
لا أنسى أن أنوه بدور رئيس مجلس الإدارة صالح كامل والنهضة والتوسعات والإنشاءات التي حدثت في فترة رئاسته للغرفة، وأحيي من خلال مجلة التجارة المجلس والمنتسبين واللجان القطاعية لغرفة جدة، التي بات يشكل بناءها المؤسسي المتكامل المرتكز الأساسي للبناء الداخلي لتمكــينها وتحقيق الكـفاءة والفـعـالية في مواردها والمحصـلة النهائية لخـدماتها، والشكر موصول لكم في مجلة التجارة على اللقاء.
وأود أن ألفت كذلك إلى أن رؤية المملكة 2030 باتت منهجاً للعمل الاقتصادي التنموي، وخارطة طريق للتوجهات المستقبلية والسياسات العامة والأهداف الاستراتيجية، لذلك ينبغي علينا تفعيل العمل المشترك بدورنا كقطاع خاص لترجمة الرؤية وأهدافها الاستراتيجية والتركيز على تعزيز الشراكة مع القطاع العام.
عبدالخالق سعيد في سطور..
- رئيس مجلس الإدارة والرئيس العام لمجموعة عبد الخالق سعيد للتجارة والصناعة المحدودة التي انبثقت في عام 1999م من شركة محمد سعيد التضامنية.
- ينتمي إلى أسرة عريقة من آل شمسان وآل سعيد، والتي لها باع طويل في التجارة والصناعة لأكثر من 300 عام.
- ترعرع في بيت تجاري وصناعي واكتسب الكثير من المهارات والخبرات التراكمية التي أثمرت صروحاً صناعية وتجارية، أسهمت في توطين الصناعات ودعم الحركة التجارية في المملكة.
- يمتلك مهارات الإدارة الحديثة لإدارة مشاريعه المختلفة بتنوعها في القطاعات الصناعية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب شبكة علاقات محلية وإقليمية ودولية أسهمت في نمو أعماله على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
- لديه روابط وثيقة برؤساء العديد من الدول العربية والغربية والشرق آسيوية.
- تقلد العديد من المناصب المباشرة والفخرية، منها:
– عضو مجلس إدارة غرفة جدة.
– القنصل الفخري لجمهورية بنما.
-عضو مجلس إدارة شركة المصنع الوطني لأغطية العلب المحدودة NAFCEL.
-رئيس مجلس إدارة شركة محمود سعيد التضامنية (سابقاً).
-رئيس شبكة الأعمال السعودية الهندية (سابقاً).
– حاصل على الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد من جامعة West Clayton University.
– لدي مجموعته العديد من الأنشطة الصناعية والتجارية والاستثمارية في مجالات مختلفة توجت
بها أكثر من 50 عاماً من الخبرة في المجال الصناعي والتجاري.