- نتطلع لأن يتصدر قطاع الصناعات الغذائية الصادرات السعودية غير النفطية
- متحف الشربتلي في المنطقة التاريخية سيكون مفخرة ثقافية
- نخطط لإنشاء معهد تدريبي بجدة على أحدث المستويات لتأهيل الشباب السعودي وفقاً لمتطلبات سوق العمل مواكبة لرؤية 2030
- أطلقنا أكبر وأحدث مشروع صناعي متخصص للثلاجات ومستودعات المواد الغذائية على مساحة 32 ألف متر مربع بتكلفة تتجاوز 50 مليون ريال
- القطاع الخاص يدعم رؤية 2030 لإيجاد مشاريع عملاقة ومستدامة
التجارة -مايو 2019
أكد المدير العام لشركة محمد عبد الله شربتلي الأستاذ سيف الله محمد شربتلي، قدرة قطاع الغذاء السعودي على توفير ما يزيد عن 50 مليار ريال للاقتصاد السعودي سنوياً، بالتواكب مع الخطط الطموحة التي تتضمنها رؤية الوطن 2030، وفي ظل المشاريع العديدة التي يجري طرحها، والتسهيلات التي تقدمها الدولة للصناع والمستثمرين المحليين والأجانب.
توقع الأستاذ سيف الله شربتلي، المستثمر في قطاع الخضروات والفواكهة والصناعات الغذائية في حوار خاص مع التجارة أن تقفز صادرات الغذاء السعودي إلى قائمة الصادرات غير النفطية خلال 10 سنوات، اتساقاً مع النمو الكبير الذي تشهده المصانع والشركات الوطنية، ومع انتشار المفهوم الواسع للأمن الغذائي وتوسع القطاع الخاص في إقامة المشاريع العملاقة المستدامة وابرام الشراكات الدولية.
وكشف الشربتلي عن نقاط ضوء مهمة تجسد القفزة التي تشهدها السعودية الجديدة في جميع المجالات، وتحدث عن مخاوف البعض من ارتفاع اسعار الخضروات والفواكه، وتفاصيل أخرى في الحوار:
بداية.. كيف ترى مستقبل الصناعات الغذائية والمشروبات في السعودية في ظل التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية؟
الوضع يدعو للتفاؤل والطمأنينة، وما حققه القطاع خلال الربع الأول من العام الهجري الحالي يعد أمر رائعاً، حيث بلغت نسبة الزيادة في الحصول على تراخيص إلى %82 وزيادة إجمالي التمويل %217 وفقاً للمعلومات، وقد وصلت قيمة الصادرات السعودية في قطاع الأغذية خلال العام الماضي إلى 14 مليار ريال لعام 2017، واحتل القطاع المرتبة الرابعة في قائمة الصناعات الرئيسية الغير نفطية المصدرة.
طموحاتنا أكبر
هل تعتبر هذه الأرقام والإحصاءات مرضية لك كمستثمر وعاملين في صناعة الغذاء؟
لا- طبعاً.. طموحاتنا أكبر من ذلك بكثير، فالسعودية تملك أكبر سوق في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، وتعد مركز العالم الإسلامي ومحوره، وتجذب أنظار حوالي مليار و700 مليون مسلم في مختلف بقاع الأرض، ويأتي إليها سنوياً نحو 13 مليون شخص ما بين حاج ومعتمر وزائر، وقطاع الصناعات الغذائية يشهد حراكاً كبيراً ونشاطاً مكثفاً، وبالتالي فنحن نطمح إلى أن تصل الصادرات السعودية السنوية في الغذاء إلى مايزيد عن 50 مليار ريال، خلال السنوات العشر المقبلة، كما أننا نأمل في أن يتصدر القطاع الصادرات السعودية غير النفطية ويقفز للمركز الأول، بعد أن احتل المرتبة الرابعة في العام الماضي، ولا ننسى أن ثلة كبيرة من الخبراء تجمع على أن النزعات القادمة في العالم ستكون على الطعام والغذاء، وبالتالي فإن تحقيق الأمن الغذائي أمر مهم يتسق مع مرتكزات رؤية الوطن 2030.
مواجهة الأسعار
هناك مخاوف من ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه مع اقتراب أشهر الصيف ماذا أعددتم لذلك؟
تجسيداً لدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان «يحفظهما الله» وما تتمتع به المملكة من الأمن والأمان والثقة الكبيرة في متانة وقوة الاقتصاد الوطني وهي أكبر دعامة وقوة دافعة لنمو وازدهار كافة الأنشطة الاقتصادية، وتأهباً لمواجهة الموجة الحارة التي تنتشر في جميع مناطق ومدنالسعودية خلال أشهر الصيف والتي تسهم في ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه، قمنا بتدشين مشروع بمنطقة المدينة المنورة وأقمنا مستودعات وثلاجات تبريد لحفظ الفاكهة، وأطلقنا أكبر وأحدث مشروع صناعي متخصص في مجال الثلاجات والمستودعات للفواكه والخضروات والمواد الغذائية على مساحة 32 ألف متر مربع وبتكلفة تتجاوز 50 مليون ريال بهيئة المدن الصناعية في تبوك، بهدف تغطية احتياجات المنطقة من الخضروات والفواكه وتوفير المنتجات المحلية والمستوردة بأسعار في متناول الجميع.
وسيسهم المشروع في توطين مئات الوظائف، وتحقيق الاستقرار في أسعار الخضروات والفواكه، لاسيما أن السوق السعودي يتسم بتنوعه، حيث يستقبل منتجات من 30 دولة بالعالم، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في استقرار أسعار الخضروات والفواكه وعدد كبير من المواد الغذائية.
%100 توطين
إلى أين وصلتم في ملف توطين الوظائف؟ وكم نسبة اعتمادكم على الشباب السعودي؟
نحن ننظر إلى توطين الوظائف على أنه من الأعمال الوطنية الكبرى، لذلك عكفنا على تهيئة المناخ والبيئة المناسبة كي نجذب الموطن والمواطنة للعمل، حيث إن من المعروف صعوبة العمل بمجال حفظ وتخزين الفاكهة، وقد نجحنا في إنشاء قسم التعبئة والتغليف بالشركة وتدريب الكوادر الوطنية من خلال عقد العديد من الاتفاقيات مع صندوق تنمية الموارد البشرية، وكانت النتيجة مبهرة حيث أن هذا القسم يعمل حالياً بأيادٍ وطنية خالصة بنسبة %100 سعودة.
ماذا عن الشراكات الدولية في قطاع الغذاء أو التوسع على صعيد الدول المجاورة؟
نمتلك 12 فرعاً داخل المملكة وثلاثة فروع بدبي والبحرين ومصر، ونعمل دائماً على توفير كافة أنواع الفواكه في جميع أوقات العام دون التقيد بمواسم، ومن أجل ذلك نقوم باستيراد كافة أنواع الفواكه من الغرب والشرق والشمال والجنوب، حيث نجحنا في إنهاء مشكلة موسمية الفاكهة فهي تتواجد على مدار العام، كذلك نمتلك مزارع بدولة شيلي بأمريكا الجنوبية، وأيضاً بدولة جنوب أفريقيا، إضافة إلى مزارع ومحطات تعبئة وتصدير البرتقال بمصر، وكلها شراكات دولية تدعم رؤية الوطن.
وبحثاً عن التوسع والوصول لكافة مدن وقرى وربوع المملكة، قمنا بإنشاء شركة نقليات تمتلك أسطول ضخم من سيارات التبريد والتوزيع بهدف نقل الفاكهة طازجة وبكامل جودتها لكل مكان داخل أو خارج المملكة، وتضم أكثر من 500 مركبة متنوعة بين سيارات نقل مبردة (برادات) لنقل الفاكهة من الميناء إلى مستودعات التبريد (الثلاجات) وأيضاً نقلها بين المدن. وهناك سيارات توزيع مبردة متوسطة الحجم خاصة بنقل الفاكهة إلى أسواق التوزيع، بالإضافة لسيارات التوزيع الصغيرة التي تنقل الفاكهة للبقالات الصغيرة.
العرض والطلب
شهد الموز ارتفاعات غير متوقعة في الاسعار خلال الفترة الماضية.. ما هي الأسباب.. وهل ستتواصل الزيادة؟
الزيادة التي حدثت في سعر الموز تعود إلى النقص الحاصل في السوق ودخول الصين في منافسة كبيرة مع المملكة للحصول على كميات كبيرة من الموز لأسواقها وتغطية احتياجاتها، مما انعكس سلباً على المنافسة بين الطرفين وأدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل مفاجئ بالأسواق العالمية، فالمعروف أن السوق السعودي يستهلك ما بين 45-40 مليون كرتون سنوياً بقيمة 500 مليون ريال، وتحكمه قوى العرض والطلب، لاسيما أن المنتج مستورد، وقد كان كارتون الموز بقيمة 30 ريالاً ثم صعد إلى 70 ريالاً قبل أن يتراجع ويصبح في حدود الـ 40 ريالاً مما يؤكد أن السوق متغير، وقد تشهد الفترة المقبلة انخفاضاً في السعر.
وكيف يمكن مواجهة هذه الزيادة في الأسعار خلال الفترة المقبلة؟
السوق السعودي يتميز بتنوعه الكبير، فنحن نستورد الفواكه من جنوب أفريقيا ومصر وشيلي والفلبين ولبنان والهند وباكستان وفرنسا والولايات الأمريكية وغيرها، وهناك ما يربو على 200 صنف من الفاكهة أبرزها الموز والتفاح والبرتقال، التي تستحوذ على 40 بالمائة من حجم سوق الفاكهة، وهناك مواسم يزداد فيها الطلب على الفاكهة مثل شهر رمضان والحج، حيث يزداد بنسبة %35 عن باقي العام، وتعد المنطقة الشرقية من المملكة أهم سوق اقتصادي لقطاع الفواكه، حيث تسهم الثقافة الاستهلاكية في زيادة الإقبال على الفواكه كون أغلبية السكان يعملون على شراء ثلاث فواكه هي الأساسية وتمثل العمود الفقري للسوق بشكل يومي «التفاح والبرتقال والموز» وأكثر فاكهة تستهلك هي الموز وذلك بنسبة تتراوح من 40 ـ 45 مليون كرتون موز تباع سنوياً في المملكة.
الرؤية تتحقق
في رأيكم الشخصي، هل نجح التجار في مواكبة رؤية 2030 في قطاع الامن الغذائي وبقية القطاعات؟
بعد ما يقارب الثلاثة أعوام تقريباً من إطلاق رؤية 2030 التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “يحفظه الله”، وكشف عن تفاصيلها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله» في 25 ابريل 206م؛ خطت المملكة العربية السعودية خطوات جسورة للأمام، وقطعت شوطاً كبيراً في هيكلة مفاصل الدولة والانطلاق نحو العالم الأول، بعد أن أطلقت عدداً من المشاريع العملاقة التي تعبر عن طموحات الجيل الجديد وتجسد أحلامهم واحتياجاتهم، علاوة على الدعم المتواصل لأصحاب الدخل المحدود والمتوسط، وبالتالي ظهر «حساب المواطن» كمبادرة تدعم الفئات محدودة الدخل، وظهرت الكثير من المبادرات والمشاريع التي تكرس دعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وشرائح عديدة من المواطنين.
ولا شك أن القطاع الخاص نجح في مواكبة هذا التطور الكبير من خلال آليات واضحة، وعبر مشاريع تدعم الموطن وتسهم في تحقيق احتياجاته، مع المساهمة بشكل لافت في توطين الوظائف.
مشروعات طموحة
ماهي أبرز مشروعاتكم المستقبلية؟
نخطط لتدشين أحدث مشروع ثلاجة وفق آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا العالمية في مدينة الرياض باستثمارات تتجاور الـ 100 مليون ريال في منتصف العام الجاري 2019، ويتكون المشروع من مستودعات ومرافق حديثة ومتطورة، ويأتي امتداداً لرؤية الوالد في التواجد بمشروعات وطنية على مستوى المملكة تخدم السوق المحلي، حيث تحرص شركة الشربتلي سنوياً على تدشين مشروعات جديدة ضمن منظومة خدمة الاقتصاد الوطني.
ونخطط لإنشاء معهد تدريبي بجدة على أحدث المستويات لتأهيل الشباب السعودي من الجنسين وفقاً لمتطلبات سوق العمل مواكبة لرؤية 2030، وبهدف تطبيق أحد مرتكزات الرؤية بإشراك القطاع الخاص في عملية التأهيل والتدريب والتوظيف، لتقليل نسبة البطالة إلى أعلى معدلاتها خلال السنوات القليلة المقبلة.
وعلى المستوى الخارجي، جاري العمل على تدشين مشروع ” فاكهة الشريتلي” في الفلبين ومحطة تعبيئة على أحدث التكنولوجيا العالمية، ونعمل على تعزيز تواجدنا بمنطقة الشرق الأوسط وعلى الصعيد الدولي بهدف تعزيز الأمن الغذائي السعودي، ونعمل على تحقيق سياسة الدولة الرامية إلى توفير الغذاء للأجيال القادمة.
خدمة المجتمع
وماذا عن مشاريعكم لخدمة مجتمع جدة؟
على الصعيد الاجتماعي، تم انشاء قرية الأيتام بجدة بإشراف مجاس أمناء للدار برئاسة معالي أمين جدة صالح التركي وبإدارة وتشغيل جمعية البر، إضافة إلى أنه تم الانتهاء من متحف الشربتلي في المنطقة التاريخية ليجسد البيت الحجازي ويكون مفخرة ثقافية للوطن، حيث يركز على الفعاليات الثقافية والتاريخية للفن السعودي الأصيل وهو مكون من 4 أدوار، الدور الأول للمتحف للتعريف بسكان المنطقة التاريخية، حواري جدة زمان، خريطة تفاعلية، أسماء عوائل جدة، أما الدور الثاني فهو مخصص لقاعات الاجتماعات تتسع لـ 20 شخصاً مجهزة لاستقبال أحدث المعارض الفنية، والدور الثالث يحتوي على قاعة لعقد ورش العمل للمعارض الفنية بالمعمار الإسلامي، ويتكون الدور الرابع من مكتبة ذكية حديثة ومتطورة متخصصة بالعلوم والمعرفة والتاريخ، وبالدور الخامس مقهى بانوراما مطل من الأعلى على ميدان البيعة.
أخيراً ما هي النصيحة التي تسديها للشباب السعودي؟
الاعتماد على النفس وتجربة مجالات العمل في مجالات عدة حتى اكتشاف القدرات والمواهب، ومجالسة من يرغبون في أن يصبحوا مثلهم حتى يتم الاستفادة من خبراتهم.